سادت أوساط القيادة الفلسطينية حالة من الارتياح لرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاستجابة للضغوط الأميركية التي مارسها عليه وزير الخارجية جون كيري خلال زيارته الأخيرة للمنطقة لاستئناف المفاوضات دون التزام إسرائيل بوقف الاستيطان وقبول مبدأ حل الدولتين على أساس حدود الأراضي المحتلة عام 1967 . وكان العديد من أعضاء القيادة الفلسطينية يخشون نجاح كيري في تنظيم قمة رباعية تضم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دون أن تلتزم إسرائيل بما عليها من التزامات وأهمها وقف الاستيطان وقبول حدود عام 1967 كأساس لاية مفاوضات مرتقبة، الى جانب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو والذين يزيد عددهم عن 120 اسيرا. وفيما عبر العديد من اعضاء القيادة الفلسطينية عن ارتياحهم لرفض الرئيس الفلسطيني الضغوط الاميركية لعقد قمة بين عباس ونتنياهو في عمان بحضور كيري والملك عبد الله الثاني كبداية لاطلاق المفاوضات دون الزام اسرائيل بما عليها من التزامات، نفى كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات ان يكون كيري الذي غادر المنطقة الاحد قدم اية مبادارات او أفكار جديدة لاستئناف المفاوضات في زيارته الأخيرة للمنطقة. وأشار عريقات الى استمرار المشاورات مع الاميركيين حول السبل الكفيلة باستئناف المفاوضات واهمها وقف الاستيطان واعلان الحكومة الاسرائيلية قبولها بحل الدولتين على أساس حدود عام 1967، مجددا نفيه لما نشرته صحيفة «هارتس» الاسرائيلية الاثنين بأن كيري قدم مقترحاً جديداً لعباس بشأن دفع عملية السلام والعودة للمفاوضات. وقال عريقات «هذا أسلوبهم التفاوضي معنا وهذا كلام غير صحيح، ولا يوجد لدي غير هذا الكلام لاقوله». وذكرت صحيفة هآرتس الإثنين أن كيري طرح على عباس خلال لقائهما الثالث مقترحا جديدا لاستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني الإسرائيلي. وقال موظف إسرائيلي كبير رفض الكشف عن هويته إن هذا المقترح يتضمن مبادئ وصيغا لاستئناف هذه المفاوضات، بالإضافة إلى سلسلة من بوادر لحسن النية أعربت إسرائيل عن استعدادها للقيام بها قبل العودة إلى طاولة المفاوضات وبعدها. ورفض الجانب الفلسطيني التطرق إلى هذا الطرح، مكتفيا بالقول انه لم يتم تحقيق انفراجة في الاتصالات، الا ان عريقات اكد للإذاعة الفلسطينية الرسمية الاثنين بان كيري سيعود في غضون اسبوعين او عشرة ايام للمنطقة، في اطار مساعيه لاحياء عملية السلام، مشددا على ان الجانب الفلسطيني يعمل كل ما في استطاعته لانجاح جهود كيري لاستئناف المفاوضات الا ان اسرائيل تواصل عرقلة مساعيه من خلال مواصلتها الاستيطان والمصادقة على مخططات استيطانية جديدة رغم تواصل الجهود الأميركية لاستئناف المفاوضات. وفي ظل عرقلة اسرائيل جهود كيري من خلال الاستيطان المتواصل وطرح عطاءات جديدة لتشييد وحدات استيطانية جديدة طالب رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله، الجانب الأمريكي الاثنين بممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل «التي تواصل انتهاكاتها بحق شعبنا، وتستمر في احتلال أراضيه وبناء المستوطنات بشكل يعيق كل الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي السيد جون كيري لإطلاق مفاوضات السلام». وجاء ذلك خلال لقاء الحمد الله في مقر رئاسة الوزراء في رام الله الاثنين وفدا من الكونغرس الأمريكي يترأسه كريس كونز وبحث معه آخر المستجدات السياسية وتطورات الأوضاع على الأرض الفلسطينية، لا سيما الجهود التي يبذلها الوزير كيري. وطلب الحمد الله من الوفد نقل رسالة للإدارة الأمريكية تشدد على أهمية استمرار جهود التي تبذلها من أجل إطلاق المفاوضات « ولكن ليس قبل وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها بناء المستوطنات مثلما حصل بعد قرار بناء 900 وحدة استيطانية مؤخرا في المستوطنة التي تقيمها إسرائيل على أراض جبل أبو غنيم». وتساءل الحمد الله « لماذا في كل مرة تستأنف الجهود الأمريكية لإطلاق السلام ويزور المنطقة مسؤولون أمريكيون لإطلاق المفاوضات، تقر إسرائيل مشاريع بناء جديدة في المستوطنات». وعلى الصعيد الاخر اتهم وزير المياه والطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم الجانب الفلسطيني بعرقلة مساعي كيرى المصمم على تحقيق انفراج فى المساعى لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية على حد قوله. واتهم شالوم حسبما أفاد راديو «صوت إسرائيل» الاثنين الجانب الفلسطينى بوضع عراقيل أمام العودة إلى طاولة المفاوضات بطرح سلسلة طويلة من الشروط غير المقبولة، مرجحا أن يستمر كيرى فى مهمته الدبلوماسية حتى تحقيق النجاح. وقال شالوم إن تل أبيب أعلنت استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة فى الوقت الذى يطرح فيه الجانب الفلسطيني سلسلة طويلة من الشروط غير المقبولة، معتبرا محادثات كيرى الأسبوع الماضي آلت إلى مأزق لهذا السبب فقط، مؤكدا أن مسألة تجميد المستوطنات لم تكن عقبة أبدا، موضحا مع ذلك أن إسرائيل غير مستعدة لتجميد البناء فى المستوطنات والقدس.