في سابقة في تاريخ المجلس الجماعي للدارالبيضاء، حضر 116 مستشارا من أصل 147 الموجودين بالمجلس، دورة أكتوبر العادية، وربط أغلب المهتمين بالشأن المحلي الحضور المكثف للمستشارين بخطاب جلالة الملك محمد السادس الشديد اللهجة، الذي وجه اللوم للمنتخبين في المشاكل التي تشهدها العاصمة الاقتصادية. وشهدت الدورة العادية، عصر أول أمس الخميس، غليانا واحتقانا بين المستشارين ورئيس المجلس الجماعي، محمد ساجد، ونائبه أحمد بريجة، إذ طلب المستشارون نقطة نظام، إلا أن العمدة رفض، رغم تشبث العديد من المستشارين، وطلب منهم الانتظار، إلى حين الانتهاء من قراءة جدول الأعمال. وبمجرد انتهاء ساجد من قراءة جدول الأعمال، قال إن "الحضور المكثف للمستشارين يبرهن على الاهتمام الذي يولونه للمدينة، وعلى الأهمية التي أعطاها المجتمع المدني المجلس بعد الخطاب التاريخي لجلالة الملك، الذي يطالب بأن نشتغل بمنهجية متجددة للتغلب على كل التحديات". وأضاف ساجد "أرجو ألا نخرج عن جدول الأعمال، ولا نأخذ نقط نظام حتى لا نضيع الوقت"، لكن قبل أن ينهي العمدة حديثه، تعالت الأصوات الرافضة لطريقة تسييره للجلسة، ورفض سعيد حسبان، رئيس مقاطعة الفداء، الامتثال، وطالب بنقطة نظام، فطلب منه النائب الأول للعمدة، أحمد بريجة، التزام الصمت إلى حين انتهاء ساجد من قراءة جدول الأعمال. وبعد بضع دقائق، استطاع ساجد السيطرة على الوضع وعادت حالة الهدوء داخل المجلس، فواصل الحديث عن الخطاب الملكي، قائلا: إنه "عالج إشكاليات تعيشها المدينة، ومطلوب منا اليوم التغلب على التحديات الكبرى، عبر تجنيد جميع الشركاء، من إدارات عمومية ومجتمع مدني، لرفع التحديات التي توجد أمام المدينة منذ عقود". وبينما سجل حضور مكثف للمستشارين ، غاب خالد سفير، والي الدارالبيضاء المعين، أخيرا، خلفا للوالي محمد بوسعيد، الذي أصبح وزيرا للاقتصاد والمالية، فيما حضرت ياسمينة بادو، رئيسة مقاطعة آنفا، والمنسقة الجهوية لحزب الاستقلال، ووزيرة الصحة السابقة، وهي تقود كوكبة من المستشارين الاستقلاليين، ودخلت بادو بابتسامة عريضة، غير آبهة بكلام بعض الخصوم. وأكدت مصادر "المغربية" أن بادو عقدت، الأربعاء الماضي، اجتماعا مع أعضاء حزبها بالمجلس، دعتهم إلى التصويت مع ساجد على نقط هذه الدورة، وإنجاحها، والتصويت بالإيجاب على مشروع ميزانية المجلس المعروضة على رأس جدول أعمال دورة أكتوبر، والتعامل الإيجابي مع بقية نقط جدول الأعمال.