تعرض القاعات السينمائية المغربية، ابتداء من اليوم الخميس، الفيلم المغربي الطويل "القمر الأحمر" لمخرجه حسن بنجلون، الذي تتمحور أحداثه حول مسيرة الموسيقار المغربي الراحل عبد السلام عامر، إذ يتناول بعض المحطات المهمة من حياة هذا الاسم الكبير في الساحة الموسيقية المغربية. يجمع هذا العمل، الذي صور في مناطق مختلفة من المغرب أبرزها القصر الكبير، بين نخبة من الفنانين البارزين سينمائيا وغنائيا، من بينهم الفنان عبد الفتاح النكادي الذي يلعب دور البطولة، إلى جانب المغنية فاتن هلال بك التي تخوض ثاني تجربة تمثيلية في مسارها الفني بعد مسلسلها الأول كريمة، والمغني حاتم إدار، كما يشارك في هذا العمل كل من عبدالرحيم المنياري، وعبد الكبير الركاكنة، ومحمد عياد، ووسيلة صبحي بالإضافة إلى العديد من الوجوه الفنية المعروفة. وقال المخرج المغربي حسن بنجلون، في تصريح ل "المغربية"، على هامش العرض ما قبل الأول لشريطه (القمر الأحمر) بسينما الريف بالبيضاء، إن اختياره لأغنية "القمر الأحمر" عنوانا للفيلم، جاء استنادا لشخصية الراحل عبد السلام عامر، الذي كان يساريا، الأمر الذي ربطه المخرج باللون الأحمر، مضيفا أنه كان بمثابة قمر يضيء الظلمة، ما جعل هذه التسمية أبلغ في التعبير عن قصة الفيلم. وأوضح بنجلون إن هذا العمل يعد اعترافا بالجميل، واحتفاء باسم قدم الكثير للساحة الفنية المغربية، مؤكدا على ضرورة التركيز على مثل هذه الأعمال لتنويع الدراما المقدمة من طرف أي مخرج للمتفرج المغربي، وترسيخا للتاريخ والثقافة المغربية في الذاكرة. وأضاف أن هذا النوع من الأفلام لا يدخل ضمن الأنواع التي اعتاد الاشتغال عليها، ما يجعله تحديا كبيرا يأمل النجاح فيه، خاصة أنه يروي حياة شخصية نالت من الشهرة ما يجعلها غنية عن التعريف، إذ سينصب اهتمام الجماهير، حسب رأيه، على جوانب تقنية وأخرى درامية بشكل كبير، دون الالتفات للقصة التي اعتبرها مستهلكة من طرف شريحة واسعة من متتبعي الفن المغربي منذ سنين. وهذا ما يبرر كمية الأخطاء التي أثرت على جودة الفيلم، ويمكن إجمالها في بعض المشاهد الخاصة بالفترة التي قضاها الراحل في الديار المصرية، وتم تصويرها في المغرب دون مراعاة الفوارق بين المكانين أو تعديل بسيط على مستوى الديكور، ويبقى المشهد الأكثر غرابة ذاك الذي يظهر بطل الفيلم بحديقة عين السبع الموجودة بالدارالبيضاء، على أنها من منتزهات مصر، ناهيك عن الصعوبات الواضحة التي طبعت حوار كل من جسدوا أدوار مصريين، من خلال عدم قدرتهم على النطق بلهجة الفراعنة، ما جعل الحوار ركيكا ومثيرا للسخرية. ومن جملة الأخطاء في هذا الشريط، قضاء شلة عبد السلام عامر لسنواتهم الدراسية في المؤسسة التعليمية نفسها منذ أن كانوا أطفالا إلى أن صاروا شبابا يافعين، بل الأكثر من هذا هو تلقيهم الدروس من طرف أستاذ واحد جسد دوره الممثل عبدو المسناوي، وفي مشهد آخر لم يخل من الغرابة ظهور بعض أجهزة الهاتف الخاصة ب(التيليكارت)، في تناقض صارخ بين ما كانت عليه الأوضاع في ذاك العهد. ولم ينف بنجلون هذه الأخطاء، معللا الأمر بوجود عراقيل مادية وموضوعية حالت دون تصوير بعض المشاهد في مصر التي تشهد غليانا سياسيا واجتماعيا منذ ثلاث سنوات، وأخرى تقنية أثرت على مشاركته في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، ورفض المخرج التعليق عليها، معتبرا أنها محطة لا تستحق الاستحضار، ولا تقيم المنتوج النهائي الذي يعرض حاليا. كما لم يغفل الإشادة بالدور المحمود الذي لعبه أحمد البيضاوي المتمثل في حرصه على استمرارية الأغنية المغربية ورقيها، معتبرا تصوير العلاقة المتوترة بينه وبين عبد السلام عامر أمرا يروي الحقائق كما هي بكل مصداقية، بعيدا عن الأحكام الخاصة.