يستمر فريق تصوير شريط «القمر الأحمر» للمخرج المغربي حسن بنجلون، الذي يجسد الحياة والعطاء الفني للملحن الكبير عبد السلام عامر في عملية تسجيل المشاهد بعدد من المدن المغربية . فبعد الدارالبيضاء وسطات وضاحيته، حط فريق التصوير رحاله بالرباط من 7 إلى 11 من شهر يونيو الجاري، حيث تم التصوير بالفضاءات والأماكن التالية: مكتبة العرفان التي في ملك الشاعر الراحل وجيه فهمي صلاح، مقهى باليما، استوديو الطاهر طه، وهو ملحن ومشارك بدور في الفيلم، حيث ثم تسجيل الأغاني. بالإضافة إلى شالة وضفة أبي رقراق التي كانت آخر محطة للتصوير بالرباط. الشيء الجميل في هذا الشريط هو جمعه بين فنانين مشتغلين في مجال الغناء والموسيقى منهم من يقف أول مرة أمام الكاميرا السينمائية، وممثلين محترفين، في توليفة قد تقدم إضافة سينمائية فنية جديدة يتطلبها إبداع من هذا النوع وهو ما يحرص عليه المخرج، وكذلك كاتب السيناريو الذي دقق كثيرا في الوثائق والمعلومات حول «عامر». وهكذا تم إسناد دور عبد السلام عامر لفتاح النكادي، وهو أستاذ للموسيقى بالمعهد البلدي بالدارالبيضاء (ضرير)، وأسند دور عمرو الطنطاوي، الذي كان يترجم كتابة ألحان عامر إلى الموسيقى، الملحن، المغني الطاهر طه. كما مثل محسن صلاح دور محمد الحياني. في حين لعب محسن اللطفاوي دور عبد الهادي بلخياط، وبوبكر المرنيسي دور عبد الوهاب الدكالي، حيث أدى أغنية «آخر آه». في حين أسند للمطربة فاتن هلال بك المرأة السراب دور الملهمة للملحن الكبير... أما من جانب الممثلين المحترفين، فهناك الممثلة فاطمة الزهراء بناصر في دور الزوجة، العين المبصرة لعامر... ومحمد خطيب في دور الشاعر المبدع عبد الرفيع جواهري صاحب أروع القصائد المغناة للراحل وللقصيدة الغنائية المغربية عامة. وحسب ما صرح لنا به السيد توفيق بنجلون مساعد في الإنتاج Assistant de Production، فإن التصوير لحد الساعة استغرق ما يزيد عن أربعة أسابيع وهو ما يشكل 70 % من إنجاز الشريط ولم يتبق إلا أسبوعين لإتمامه حيث سيعود الطاقم إلى القصر الكبير مسقط الرأس لتصوير الطفولة والمناظر الخارجية وكذلك سيحل بطنجة لوضع آخر اللمسات على الفيلم. وهذا لا يغني عن مشاهدة الشريط عند توزيعه للوقوف على مضامينه وتقييمه فنيا وسينمائيا. وتجدر الإشارة أن للمخرج حسن بنجلون ما يزيد عن 12 شريطا مطولا في ريبرتواره السينمائي «فيلومغرافياه» ابتدأ ب «عرس الآخرين»، و«الغرفة السوداء»، و«فين ماشي يا موشي»، و«المنسيون» وغيرهم... وغالبا ما يكون سباقا إلى التطرق لمواضيع جريئة، كسنوات الرصاص، وهجرة اليهود المغاربة، واستغلال الجسد كما هو الحال في المنسيون. الشريط «القمر الأحمر» الذي شغل ما ينيف عن 184 ممثلا وممثلة هو الآخر فتح بابا جديدا على حياة فنانينا الموسيقيين والمشتغلين في مجال الطرب الذي طبعوا الأغنية المغربية.