أعلن ناشطون سوريون في تصريحات خاصة ل"إيلاف" أن عدد المعتقلات السوريات في سجون النظام حسب آخر إحصائية في الأسبوع الماضي يزيد عن 40300 معتقلة. حرائر سوريا لمناهضات للنظام (خاص) قال عبد الكريم الريحاوي، رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، ل"إيلاف" إن النظام السوري يعتقل عشرات الآلاف من السيدات والأطفال في سجونه الأمنية وفي مواقع مختلفة من البلاد. وحول الصفقة الأخيرة التي أفرج بموجبها عن المخطوفين اللبنانيين التسعة والطيارين التركيين، ربط الريحاوي بين الحالة الصحية المتردية للمعتقلات في سجون النظام وعدم الإفراج عن معظمهن، وتوقع أن يتم الإفراج عنهن على مراحل. بعيدًا عن الإعلام، وفي الواقع على الأرض، لا أحد يعلم ما مصير المعتقلات السوريات في سجون النظام، وبأي وضع يعشن، وبأية حالة صحية يسجن. وبخلاف 14 معتقلة أطلق سراحهن، إحداهن مصابة بالسرطان واثنتان منهن شقيقتان، تم الإعلان عن الإفراج عن 48 معتقلة، أغلبهن فلسطينيات ولبنانيات. ويبقى مصير المعتقلات السوريات بعد أيام من إبرام الصفقة مجهولا، يدخل في إطار التكهنات . المحامي ميشيل شماس، الناشط الحقوقي السوري الذي اعتقلت ابنته في سجون النظام سابقًا، تحدث عن الافراج عن القليل من المعتقلات السوريات، وأكد بعض الناشطين أن بعض المعتقلات مثل المدونة طل الملوحي، التي أفرج عنها لم يكن اسمها ضمن الصفقة، بل خرجت لانتهاء ثلثي المدة، وبطلب من محاميها، لتبقى الحقيقة ضائعة رغم محاولات الإيضاح. وتلقفت عائلات المعتقلات السوريات تصريحات وزير الخارجية القطري خالد العطية لصحيفة الحياة، أن تفاوض قطر مع النظام السوري حول صفقة تبادل الأسرى الأخيرة جرى عبر وسطاء لبنانيين، بمزيد من القلق واللوعة والحزن، إذ اعتبرت في أحاديث متفرقة مع "إيلاف" أن أحدًا لا يطالب ببناتهن، والحرص الأول كان على سلامة المخطوفين اللبنانيين والطيارين الأتراك، وتساءلوا أين المنظمات الحقوقية والإنسانية؟ وكان العطية قال "ستتم عملية الإفراج عن السجينات، وبناء على ضمانة الجانب اللبناني الأكيدة قمنا بتقديم هذه الضمانة، لأننا كنا في وضع لا نستطيع فيه أن نتخلى عن تسلم تسعة معتقلين لبنانيين، فبعد أن اتصل الرئيس اللبناني بسمو الأمير، الذي ضمن وجود المعتقلين التسعة، خفنا على حياتهم، واضطررنا لتسلمهم تلبية لوعد الأمير للرئيس سليمان، والوسيط اللبناني أكد أنه سيسلمنا السجينات السوريات". من جهة أخرى، وجه الجيش السوري الحر نداءً مكررًا إلى الجيش اللبناني، يناشده فيه منع عناصر حزب الله من عبور الحدود اللبنانية السورية، للمشاركة في الحرب على الجيش السوري. وهذه ليست المناشدة الأولى منذ انخرط حزب الله في الحرب السورية، إلى جانب النظام السوري، لكنها الأولى بعد سقوط مدينة القصير بيد جيش النظام السوري وحزب الله. كما جاء النداء بعدما سيطرت قوات النظام السوري، المدعومة بعناصر من حزب الله، على مدينة تلكلخ في حمص، بعد محاولات جاهدة دامت أياما. أفاد ناشطون سوريون أن قوات النظام، مدعومة بعناصر حزب الله، اقتحمت تلكلخ بريف حمص، بعد حصار دام أسبوعًا، تزامنًا مع قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ، وقطع للاتصالات والكهرباء والماء. وقالت الهيئة إن الجيش الحر حاول التصدي لهذه القوات، التي تمكنت من السيطرة على معظم أحياء المدينة، تحت غطاء مدفعي وصاروخي كثيف جدًا، وأعدمت ميدانيًا عشرة مدنيين. وقال ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي إن عناصر النظام وحزب الله ارتكبوا إعدامات ميدانية بحق المدنيين، واعتقلوا العشرات من سكان تلكلخ، المحاذية للحدود اللبنانية. ووصف الجيش الحر ما يحصل في تلكلخ بأنه إبادة طائفية. ونقلت تقارير صحفية عن أعضاء تنسيقية تلكلخ للجزيرة أن قوات النظام مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني قامت بعملية تطهير مذهبي وعرقي، إذ شنت حملات دهم وتفتيش، ونفذت إعدامات ميدانية، وأحرقت الجثث بعدما نكلت بها. يذكر أن هذه المدينة شهدت سابقًا مجزرة بحق مجموعة من المقاتلين الإسلاميين، تسللوا من مدينة طرابلس اللبنانية إلى الأراضي السورية للقتال إلى جانب الثوار.