وصل اللبنانيون الذين كانوا مختطفين من قبل جماعة مسلحة بسوريا إلى مطار بيروت مساء السبت الماضي، وذلك بعد نجاح الوساطة التي قامت بها قطر وعدة أطراف أخرى، وتضمنت إطلاق سراح طيارين تركيين مختطفين في لبنان والإفراج عن مائة سجينة سورية في سجون النظام. وحطت الطائرة القطرية التي تقل اللبنانيين في مطار بيروت آتية من إسطنبول، وكان على متنها أيضا وفد الوساطة القطري برئاسة وزير الخارجية خالد العطية، والمدير العام للأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي تولى التفاوض حول العملية. وكان في استقبال العائدين وزراء لبنانيون وسياسيون ونواب، وما أن أطل العائدون -بعد احتجاز استمر حوالي سنة ونصف السنة- على عائلاتهم والحشود التي كانت تنتظرهم في قاعة الاستقبال في المطار، حتى اندفع هؤلاء يقبلونهم ويرشون عليهم الأرز والزهر. وأطلقت النساء صيحات الفرح، بينما انفجر كثيرون بالبكاء. وسجل انتشار أمني كثيف داخل المطار وخارجه. وقال أحد المختطفين في تصريحات عقب خروجه إلى قاعة الاستقبال إنهم كانوا محتجزين في إعزاز بشمال سوريا، وأوضح أنهم كانوا في الفترة الأخيرة محتجزين في ظروف قاسية، وهو ما جعلهم في وضعية كارثية لدى وصولهم إلى تركيا قبل انطلاقهم نحو لبنان. ورغم ذلك، أضاف المتحدث أنهم كانو يحظون بمعاملة جيدة، وأشار إلى أنهم لم يصابوا بهجوم طال مدينة إعزاز وقيل حينها إن المختطفين قد أصيبوا فيه، وذكر أن الإفراج عنهم لم يتم مقابل دفع فدية. واللبنانيون المختطفون وكلهم من الشيعة، وكان عددهم أحد عشر قبل أن يطلق اثنان منهم بعد أشهر، وقد اختطفوا أثناء عودتهم من زيارة مزارات دينية في إيران، عبر تركيا وسوريا في مايو 2012. وتبنت مجموعة مسلحة المسؤولية واتهمتهم بأنهم موالون لحزب الله اللبناني المتحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلنت المجموعة الخاطفة التي تنتمي إلى «لواء عاصفة الشمال» المقاتل ضد النظام، منذ البداية أنها لن تفرج عنهم قبل الإفراج عن النساء المعتقلات في سجون النظام السوري. وشهدت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية أجواء احتفالية بعودة المختطفين وقد تم تعليق لافتات -في منطقة بئر العبد حيث مقر «حملة بدر» التي نظمت الزيارة الدينية إلى إيران- ترحب بعودتهم، بالإضافة إلى صور المدير العام للأمن العام الذي تابع جهود الوساطة. وبعد فترة من وصول اللبنانيين، حطت طائرة بمطار بإسطنبول قادمة من لبنان وهي تحمل طيارين تركيين أفرج عنهما السبت الماضي، حيث كانا محتجزين في لبنان منذ التاسع من غشت الماضي ردا على خطف اللبنانيين. وكان في استقبال الطيارين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وقال مصادر صحافية بتركيا، إن الخارجية التركية حاولت أن تنفي وجود علاقة بين الإفراج عن المختطفين اللبنانيين وإطلاق سراح الطيارين التركيين. ووفقا للمعلومات التي قدمها مدير مكتب الجزيرة في بيروت، فإن عملية الإفراج عن اللبنانيين والطيارين التركيين كانت ضمن صفقة تضم أيضا الإفراج عن مائة سجينة سورية في سجون النظام، وأشار إلى غموض يكتنف العنصر الأخير وسط مخاوف من عدم وفاء النظام السوري بهذا التعهد. وقال وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور في وقت سابق، إن الطائرة التي تقل السجينات ويفترض أن تتجه بهن إلى تركيا «يفترض أن تكون أقلعت أيضا بموجب الترتيبات اللوجستية التي تم التوصل إليها». وأضاف منصور في تصريحات له في مطار بيروت، بينما كان مع عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين بانتظار وصول طائرة المخطوفين التسعة، أن دولا عديدة ساهمت في نجاح مفاوضات إطلاق المخطوفين، ووجه شكرا خاصا لكل من قطر وسوريا وتركيا.