حثت المجموعة العربية في الأممالمتحدة السعودية على إعادة النظر في قرارها بعدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي احتجاجا على إخفاق المجلس في إنهاء الحرب في سوريا والتعامل مع غيرها من قضايا الشرق الأوسط. الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية (خاص) قالت المجموعة العربية في بيان "مع تفهمنا واحترامنا للأشقاء في المملكة إلا أننا نتمنى عليهم وهم خير من يمثل الأمتين العربية والإسلامية في هذه المرحلة الدقيقة والتاريخية وخاصة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط أن يحافظوا على عضويتهم في مجلس الأمن لمواصلة دورهم المبدئي والشجاع في الدفاع عن قضايانا وتحديدا من على منبر مجلس الأمن". وتضم المجموعة العربية الدول العربية الأعضاء في الأممالمتحدة باستثناء سوريا، التي علقت عضويتها إثر تعليق عضويتها في الجامعة العربية. وقال دبلوماسيون إن واشنطن تود أن يحتفظ السعوديون بمقعدهم في مجلس الأمن. ولم يحدث مطلقا أن انتخبت دولة لعضوية مجلس الأمن الدولي ورفضت المقعد. وكان من المقرر أن تأخذ السعودية مقعدها في المجلس في أول يناير لفترة تستمر عامين وتنتهي في 31 دجنبر 2015. ولدى إعلانها قرارها برفض مقعدها في مجلس الأمن، أدانت السعودية ما وصفته بازدواجية المعايير الدولية إزاء الشرق الأوسط وطالبت بإصلاحات في مجلس الأمن. وكانت السعودية اعتذرت، الجمعة المنصرم، عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في تعبير غير مسبوق عن غضبها من عجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحرب الدائرة في سوريا والتعامل مع غيرها من قضايا الشرق الأوسط. وقال محللون سعوديون إن خيبة الأمل التي أصابت الرياض ترجع في المقام الأول إلى تصرفات واشنطن -أقدم حلفاء المملكة الدوليين- التي انتهجت، منذ بدء الربيع العربي، سياسات عارضها الحكام السعوديون بشدة وأضرت كثيرا بالعلاقات بين البلدين. وثارت حفيظة السعودية أيضا بسبب التقارب بين الولاياتالمتحدة وإيران -أقدم خصوم الرياض بالمنطقة- والذي بدأ منذ أن تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الشهر الماضي في أول اتصال بهذا المستوى بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود. وأشارت الرياض إلى فشل مجلس الأمن في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واتخاذ خطوات لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا ووقف الانتشار النووي في المنطقة وقالت إنه رسخ بدلا من ذلك النزاعات والمظالم. وقالت وزارة الخارجية في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "المملكة العربية السعودية ترى أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب، الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم". وأضافت "إن بقاء القضية الفلسطينية دون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاما والتي نجم عنها عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين... وفشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل... والسماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع ودون مواجهة أي عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته". وتابعت "بناء على ذلك، فإن المملكة العربية السعودية وانطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين".