قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن انتحاريين فجرا سيارتين ملغومتين وسط العاصمة دمشق، أول أمس الأحد، قرب مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. آثار الدمار جراء تفجير السيارتين الملغومتين (خاص) عرض التلفزيون السوري لقطات لسيارتين محترقتين على ما يبدو وعربة إطفاء وصورا من داخل مبنى قريب تحطمت نوافذه. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن "إرهابيين" فجرا سيارتين ملغومتين في محيط ساحة الأمويين بوسط دمشق، ما ألحق إضرارا بسور مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون دون وقوع إصابات. ونقلت الوكالة عن مصدر قوله إن كمية المتفجرات الموجودة في كل سيارة بلغت نحو 100 كيلوغرام. ويسيطر مقاتلو المعارضة السورية على عدد من المناطق في أطراف دمشق، وتمكنوا من تنفيذ هجمات بقذائف المورتر والصواريخ على مناطق بوسط العاصمة، خلال الشهور القليلة الماضية، رغم أن الهجمات الكبيرة في وسط المدينة ما تزال نادرة نسبيا. من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مسلحين خطفوا ستة من موظفيها ومتطوعا محليا من الهلال الأحمر العربي السوري في شمال غرب سوريا، أول أمس الأحد. وقال ايوان واتسون، المتحدث باسم الصليب الأحمر، إن اللجنة ليس لها أي اتصال بالمسلحين المجهولين، رافضا الكشف عن أسماء موظفي الصليب الأحمر المخطوفين أو جنسياتهم أو جنسهم في الوقت الحالي. وقال مانيي بارث رئيس وفد الصليب الأحمر في سوريا في بيان "نحن نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن زملائنا السبعة الذين خطفوا هذا الصباح". وأفاد البيان أن الفريق ذهب إلى إدلب لتقييم الوضع الطبي في المحافظة وتوصيل إمدادات طبية إلى سرمين ومدينة إدلب. وأضاف أن القافلة كانت تحمل شعار الصليب الأحمر واضحا عندما استوقفت قرب سراقب في طريق العودة إلى دمشق. وقال بارث "اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري يعملان بلا كلل لتقديم المساعدة الإنسانية بحيدة وتجرد إلى الأشخاص الأكثر احتياجا في شتى أنحاء سوريا وعلى جانبي جبهات القتال ومن شأن مثل هذه الحوادث أن تضعف قدرتنا على مساعدة من هم أكثر حاجة لنا". وأذاع الإعلام الرسمي السوري نبأ الحادث في وقت سابق، قائلا إن المسلحين خطفوا موظفي الصليب الأحمر، بعد أن فتحوا النار على سياراتهم. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مسؤول لم تذكر اسمه أن موظفي الصليب الأحمر كانوا في الطريق في منطقة إدلب، عندما قطع مسلحون طريقهم وأطلقوا النار على قافلتهم وخطفوهم ونقلوهم إلى مكان غير معلوم. وقالت الوكالة إن "مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت اليوم عددا من العاملين في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا" مستخدمة التعبير الذي تصف به الحكومة معارضي الرئيس بشار الأسد المسلحين. ولم يتمكن واتسون من تأكيد إطلاق أعيرة نارية، لكنه قال إن سيارات الفريق فقدت. وأصبحت عمليات الخطف شائعة على نحو متزايد في شمال سوريا، حيث يسيطر المعارضون على مساحات واسعة من الأراضي، في حين تتشبث القوات الحكومية بكثير من المدن والبلدات ويتواصل القتال يوميا. واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري هما منظمتا المعونة الأساسيتان العاملتان في سوريا، خلال الحرب الأهلية حيث توزعان إمداداتهما ومعظم الإمدادات التي ترسلها وكالات الأممالمتحدة. ويقول مسؤولو الصليب الأحمر إنه يتعين عليهم التفاوض على مرور قوافل المساعدات مع العدد المتزايد من جماعات المعارضة المفتتة. وقال بيير كراينبويل، مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للصحافيين في مقر اللجنة في جنيف الشهر الماضي "تعدد الجماعات هو ما يجعل الحوار صعبا سواء في الشمال أم في غيره من المناطق التي يوجد فيه حضور كثيف لجماعات المعارضة".