مازال الفيلم المغربي "المغضوب عليهم"، لمخرجه محسن البصري، يواصل حصده الجوائز الدولية، بحصوله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمهرجان وهران للفيلم العربي، الذي اختتمت دورته السابعة مساء الاثنين المنصرم، بفوز فيلمين روائيين من سوريا ومصر بالجائزة الكبرى. محسن البصري رفقة أبطال الفيلم أثناء تتويجه في طنجة (خاص) وأعلن الرئيس الشرفي للمهرجان، المخرج الجزائري أحمد راشدي، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، أن "المغضوب عليهم استحق جائزة لجنة التحكيم لراهنية موضوعه وعمق فكرته". وعبر المخرج المغربي محسن البصري عن سعادته بفوز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، مشيرا، في تصريح ل"المغربية"، إلى أن الفيلم توج في منتصف شتنبر المنصرم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم روائي عربي طويل في الدورة الثالثة من مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، كما حصل في السنة الماضية على جائزة نجيب محفوظ لأحسن فيلم عربي، في الدورة 35 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعلى تنويهين خاصين من مهرجاني "كارلوفي فاري" التشيكي، و"فاميك" الفرنسي، كما فاز بجائزة لجنة تحكيم المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. وأثار الفيلم الكثير من الجدل خلال عرضه بسبب عنوانه "المغضوب عليهم"، الذي أغضب بعض الإسلاميين، كما أغضب بعض الغربيين بسبب تسليطه الضوء على الجانب الإنساني للإرهابيين، الذين تورطوا في قضية خطف فرقة مسرحية. وأوضح البصري أنه حاول أن يقدم بطريقة ضمنية "مفهوم الإسلام المعتدل"، مبرزا أن الفيلم يعالج موضوعا راهنا، يتعلق بموقف المنع والتحريم، الذي يهدد حرية التعبير الفني بمختلف أشكاله في العالم العربي والإسلامي، والمعبر عنه بردود فعل عنيفة، تختلف حدتها من منطقة إلى أخرى، إلى درجة إشهار القتل في حق الكتاب والمفكرين والفنانين". وتقوم فكرة الفيلم على الحوار وقبول الآخر، من خلال قيام ثلاثة شباب متطرفين، بأمر من أميرهم الروحي، باختطاف فرقة مسرحية كانت تستعد لجولة فنية. وخلال فترة احتجازهم، وفي انتظار وصول الأوامر من "الأمير"، ينشأ حوار بين الخاطفين والمختطفين، إذ يستعرض كل واحد حياته وتجاربه الإنسانية، فيحدث تفاعل إنساني بين الجميع، ليكتشف الخاطفون عبثية القضية، خاصة بعد إقدام أحدهم على الانتحار. أدى بطولة "المغضوب عليهم" كل من جميلة الهوني، وماريا لالواز، وعمر لطفي، وأمين الناجي، ومصطفى الهواري، وعصام بوعلي، وعبد النبي البنيوي، وربيع بنجهيل. يذكر أن "المغضوب عليهم"، الذي وصفه الفنان المصري محمود عبد العزيز ب"الفيلم المفعم بالقيم الفنية"، سيكون أول فيلم مغربي يحظى باهتمام المنتجين المصريين، إذ قررت شركة "العدل غروب" للإنتاج الفني تصوير نسخة مصرية بميزانية ضخمة، بعد الحصول على موافقة المخرج المغربي محسن البصري.