باتت أعمدة كهربائية متلاشية ومتصدعة، مثبتة على جنبات بعض الشوارع في عاصمة دكالة، ومنتجع سيدي بوزيد، وعلى الطريق الرابطة بين الجديدة والجرف الأصفر (طريق الواليدية)، تشكل خطرا محدقا يتهدد حياة المواطنين وسلامتهم. نماذج من الأعمدة الآيلة للسقوط بعض تلك الأعمدة أصبحت آيلة للانهيار والسقوط، دون سابق إشعار أو إنذار، فوق رؤوس مستعملي الطريق. إن الخطر المحدق قائم، حسب من عاينوا هذا الوضع، وحظوظ حدوثه تزداد في ظل التقلبات الجوية، ورداءة أحوال الطقس، التي يصاحبها هبوب الرياح، والتساقطات المطرية. وكانت الأمطار التي تهاطلت، مدة عشر دقائق فقط، الأسبوع ما قبل الماضي، على عاصمة دكالة، كفيلة، لكي تفضح بالواضح والملموس هشاشة البنيات التحتية الأساسية، متمثلة أساسا في شبكة الصرف الصحي، وشبكة الماء الصالح للشرب. وقد جاءت تلك الأمطار لتدق ناقوس الخطر، وتنبه المسؤولين، والسلطات العمومية والوصية، والقائمين على الشأن العام المحلي، وتدعوهم إلى التعبئة، وأخذ الحيطة والحذر، سيما مع اقتراب فصل الشتاء. وكانت "المغربية" نشرت تغطية شاملة حول ذلك الحدث الاستثنائي. وبالرجوع إلى الخطر المحدق الذي يتهدد حياة المواطنين وسلامتهم، فإن ثمة عمودا كهربائيا حديديا بطول يزيد عن 20 مترا (الصورة)، ينتصب على بعد حوالي 100 متر من المقاطعة الحضرية الرابعة. حيث أصبح آيلا للسقوط في أية لحظة، بعد أن شرعت عملية اقتلاعه من الأرض، وأخذ يميل بشكل مثير في اتجاه مقهى بالجوار (فضاء "ديانا آيس")، والمنازل المحاذية، وفي اتجاه نقطة تلاقي شارع عبد الرحمان الدكالي، مع طريق الواليدية، وكذا، الرصيف اللصيق بهما، واللذين (الشارع والرصيف) يعرفان حركات سير ومرور دءوبة للراجلين والعربات والدراجات النارية والهوائية. ففي حالة سقوط هذا العمود الكهربائي، لا قدر الله، وهذا أمر أضحى أكيدا ومسألة وقت. ومن ثمة، فإن الوضع صار طارئا، يستوجب تدخل استعجاليا، ولا يتحمل أو يتقبل، بأي شكل من الأشكال، أي تأخير، وأي استمرار في التماطل والتهاون واللامبالاة، فعامل الوقت قد يكون حاسما، إما في حدوث الكارثة، أو تفاديها. وفي منتجع سيدي بوزيد، ثمة عمودان كهربائيان حديديان، باتا آيلان بدورهما للسقوط. العمودان يتوسطان الطريق ذات الاتجاهين، التي تؤدي إلى الشاطئ الرملي، مرور عبر ملحقة الجماعة القروية لمولاي عبد الله، وكذا مقر الفرقة الترابية للدرك الملكي. فأحد العمودين كائن على مقربة من مقهى (الصورة). وقد كان سائق شاحنة في حالة "غير طبيعية"، اصطدم به، منذ ما يزيد عن سنة وبقي على حاله، دون أن تتحرك الجهات الوصية. أما العمود الثاني، فيوجد قبالة العمود الأول، وتحديدا بمحاذاة صيدلية "أسياندا" (الصورة). وعلى جنبات الطريق الرابطة بين الجديدة والجرف الأصفر (طريق الواليدية)، وبالضبط أمام واجهة مقر شركة "سومي ماكو"، قبالة مقهى "شيماء"، ينتصب عمود كهربائي حديدي، أضحى بدوره آيلا للانهيار والسقوط. وكانت أعمدة سقطت على الرصيف، وكذا، في الشارع بالجديدة، دون أن يخلف ذلك، لحسن الحظ، أي ضحايا أو إصابات جسمانية، أو حتى أضرار وخسائر مادية في ملكية الغير، نظرا لكون وقوع تلك النازلات لم يتزامن مع وقت الذروة، ناهيك عن كون الأمكنة كانت خالية من المارة والراجلين، ومن العربات. وهنا نستحضر – على سبيل المثال- عمودا حديديا كان سقط بمحاذاة مقهى "لينا مون"، قبالة مصنع الأدوية "فايزر"، وكذا عمودا حديديا آخر، كان سقط بجوار الأضواء المنظمة لحركات السير والمرور، على بعد بضعة أمتار من السوق التجاري الممتاز "المحيط".