قال وزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديز دياز، أمس الاثنين، بمدريد، إن الحكومة الإسبانية "تشكر المغرب وتعترف بتعاونه النموذجي" في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية. أوضح الوزير الإسباني، في مداخلة في ورشة حول موضوع "الهجرة والتنقل" في إطار فعاليات المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثاني، الذي افتتحه رئيس مجلس النواب الإسباني (الغرفة السفلى للبرلمان) خيسوس بوسادا، ونظيره المغربي كريم غلاب، بحضور محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، وبيو غارسيا اسكوديرو، رئيس مجلس الشيوخ الإسباني، أن "التعاون مع المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية نموذجي، ويتعين الاعتراف بالجهود التي تبذلها السلطات المغربية في هذا المجال، وشكرها" على ما تقوم به. وأضاف أن "المغرب شريك استراتيجي من المستوى الأول بالنسبة لإسبانيا"، مشيدا بالتعاون "المتميز والمثمر" بين البلدين في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار في المخدرات، وأشار إلى أن "المغرب وإسبانيا بلدان صديقان وجاران وشريكان يتقاسمان مصالح اقتصادية واستراتيجية، ويحافظان على علاقات متميزة على جميع المستويات"، واصفا أيضا الزيارة التي قام بها الملك خوان كارلوس للمغرب في يوليوز الماضي ب"الناجحة". وأكد فرنانديز دياز أن التعاون المغربي الإسباني في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية أعطى "نتائج مهمة" تتجلى في تراجع عدد الوافدين من المهاجرين غير الشرعيين على السواحل الإسبانية خلال النصف الأول من السنة الجارية بنسبة 31 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، مضيفا أن 77,3 في المائة من محاولات المهاجرين السريين الوصول إلى الثغر المحتل مليلية، جرى إحباطها بفضل التعاون الوثيق بين قوات الأمن المغربية ونظيرتها الإسبانية، الذي يشمل أيضا الجانب الإنساني. وبعد أن ذكر بإنقاذ مصالح الإغاثة المغربية والإسبانية خلال غشت الماضي لما مجموعه 980 مرشحا للهجرة غير الشرعية بمياه مضيق جبل طارق، دعا الوزير الإسباني إلى اعتماد سياسة شاملة لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن المغرب، بعد أن كان بلد عبور، تحول اليوم إلى بلد استقبال للمهاجرين غير الشرعيين. من جانبه، أكد كريم غلاب في تدخله خلال هذه الورشة على ضرورة المواكبة السياسية والإعلامية للجهود الجبارة التي يبذلها المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية حدوده، مذكرا في هذا الصدد بالمبادرة الملكية وضع وتفعيل استراتيجية ومخطط عمل ملائمين، والتنسيق في هذا الشأن مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومختلف الفاعلين المعنيين، بهدف بلورة سياسة شاملة ومتعددة الأبعاد لقضايا الهجرة. واعتبر رئيس مجلس النواب أن مكافحة الهجرة غير الشرعية، التي أضحت قضية عالمية، تتطلب ردا مشتركا من جميع البلدان المعنية. وفي تدخلاتهم بهذه المناسبة، شدد رؤساء الفرق البرلمانية المغربية على أن المملكة لا يمكنها التصدي لهذه المشكلة بمفردها، مشيرين إلى أن المغرب شهد في الآونة الأخيرة تدفقا مكثفا للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، الذين تضاعف عددهم أربع مرات، داعين إلى تعاون البلدان المجاورة، لاسيما الجزائر، من أجل القضاء على هذه الآفة. يشار إلى أن المنتدى البرلماني المغربي الإسباني يتوخى تعزيز وتقوية علاقات التعاون والتنسيق بين برلمانيي البلدين حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يساهم في تدعيم العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع الشعبين الصديقين بقيادة عاهلي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك خوان كارلوس الأول. وإلى جانب حضورهما هذا المنتدى، الذي سيتوج بإصدار بيان ختامي، سيشارك رئيسا مجلسي البرلمان المغربي في ندوة ستنظم بمقر البيت العربي في العاصمة الإسبانية مدريد حول موضوع "المغرب في القرن الحادي والعشرين: مجتمع في حالة تغير مستمرة" بحضور خبراء وفاعلين من المجتمع المدني.