احتفاء بالأغنية العربية في عقدها التسعيني، أحيت الفنانتان نجاة رجوي وكوثر براني، إلى جانب الموهبة الصاعدة أسامة عباسي، حفلا فنيا ساهرا يوم الجمعة الماضي، بالمركب السينمائي "ميغاراما" بالدار البيضاء. وقدم الفنانون الشباب خلال الحفل، الذي نظمته جمعية "نغم"، مجموعة من روائع الأغنية العربية التي اشتهرت في التسعينات، والتي تألق في تقديمها مجموعة من نجوم الأغنية العربية على رأسهم الفنانة السورية أصالة نصري، واللبنانية ماجدة الرومي، والفنانة التونسية الراحلة ذكرى، إلى جانب قيصر الغناء العربي كاظم الساهر. استهل الحفل، الذي شهد حضور مجموعة من الفنانين المغاربة من بينهم عبد الوهاب الدكالي، وحسن القدميري، وفاتن هلال بك، بمقاطع موسيقية عزفتها الفرقة المغربية للموسيقى العربية برئاسة صلاح المرسلي الشرقاوي، بمصاحبة كورال "نغم" الذي ترأسه المايسترو كمال همراس. وأدى بعدها الفنان الشاب أسامة عباسي أغنيتي "زيديني عشقا" و"مدرسة الحب" لكاظم الساهر، وسط تفاعل كبير من قبل الجمهور، تلته فقرة خريجة برنامج "ذا فويس" نجاة الرجوي التي تألقت في أداء أغاني الفنانة أصالة "لو تعرفو"، و"هات قلبي وروح"، ورائعة ماجدة الرومي "كلمات"، التي أعادت الحضور بصوتها الشجي والقوي إلى ذكريات الأغاني التي مازالت عالقة بأذهان الجمهور إلى الآن. وأكدت نجاة رجوي أن المشاركة في حفل ليلة الجمعة شكل لها متعة شخصية، لأنها عاشقة لأغاني التسعينات التي اكتشفت معها عذوبة الصوت وموهبة الغناء، ورددتها كثيرا أثناء مشاركاتها في الحفلات المدرسية. وبدورها، أمتعت الفنانة الشابة كوثر براني الحضور بأغاني الفنانة ذكرى "يوم ليك ويوم عليك"، و"وحياتي عندك"، معتبرة أن عدد الحضور الذي ملأ جنبات القاعة، دليل على أن الجمهور المغربي ذواق للفن، ومحب للطرب الأصيل. واعتبر أعضاء جمعية "نغم" في ندوة صحفية سبقت الحفل، أن الاحتفاء بأغاني التسعينات، واجب، تفرضه ما عاشته هذه الحقبة، خاصة منتصفها من طفرة سواء على مستوى نوعية الأغاني المقدمة، أو الوجوه الفنية التي ظهرت في تلك الفترة وحققت نجاحا قويا مازال صداه يمتد إلى الآن. وأكد فريد الصنهاجي، رئيس الجمعية المذكورة، أن سهرة "الأغنية العربية" في التسعينات" تدخل ضمن سلسلة من الحفلات التكريمية التي تنظمها الجمعية سنويا، تتوزع بين الاحتفاء بالموسيقى المغربية والشرقية. وأضاف أن الجمعية، المنظمة بمبادرة من مجموعة من محبي الموسيقى العربية الأصيلة، تهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ والتعريف بالتراث الموسيقي العربي، سواء من خلال تنظيم التظاهرات الفنية، والأمسيات الشعرية الغنائية، والسهرات التكريمية لعمالقة الأغنية المغربية والعربية، إلى جانب مسابقات العزف وإنشاء مجموعات الكورال لفئات عمرية مختلفة وغيرها..