وتر الوضع الصحي للمتهم الرئيسي في ملف معتقلي أحداث الحسيمة، ناصر الزفزافي، أجواء محاكمتهم الثامنة أمام استئنافية البيضاء. فبعد استئناف الجلسة حين إعادة المتهم إلى قاعة الجلسات بعد نقله إلى مستشفى ابن رشد لتعرضه لوعكة صحية بسبب دخوله في اضراب عن الطعام رفقة بعض المتهمين، التمس الدفاع سؤاله إن كان يستطيع مواصلة المحاكمة بالنظر إلى وضعه الصحي. وأعطى رئيس الجلسة الكلمة للزفزافي الذي أكد أنه يشعر بتسارع في نبضات قلبه وهبوط في الضغط الدموي وانخفاظ السكري في دمه واجتفاف في جسده، ولكنه سيتمكن من متابعة محاكمته. الدفاع التمس من المحكمة احضار طبيب مداوم طيلة جلسات المحاكمة في هذا الملف لأنه ذو اختصاص وسيراقب صحة المعتقلين، وهو من سيخبر المحكمة بوضعهم الصحي خاصة المضربين عن الطعام، لأنهم ليسوا أهلا لتقييم وضعهم، ولا يمكن للدفاع أن ينتظر حتى يغمى عليهم داخل القفص الزجاجي. ممثل النيابة العامة من جانبه وصف ملتمسات الدفاع بخصوص استدعاء طبيب مداوم في قاعة الجلسات، بالقول "هناك من يريد من كل واقعة معركة"، فكان هذا الوصف النقطة التي أفاضت التوتر من جديد بينه وبين الدفاع، الذي أجابه قائلا "صحة المعتقلين ليست معركة". فطلب ممثل النيابة العامةمن الدفاع "عدم الصراخ والمزايدة في أمور واضحة، لأن التقرير الطبي لناصر الزفزافي الصادر عن المستشفى واضح ويقول إن صحته جيدة". وأوضح ممثل الحق العام أن المتهم الزفزافي طلب تشخيص نبضات قلبه وهو ما استجابت له النيابة العامة والمحكمة، مضيفا بالقول إن "النيابة العامة لا تريد الخوض في البوليميك، مادامت المحكمة اعطت للمتهم الكلمة وعبر عن قدرته لمواصلة المحاكمة". وأثار النيابة العامة السخرية داخل قاعة الجلسات حين أشار إلى أن الشعور بالاجتفاف في الجسم من الماء ليس قصرا على المتهم الزفزافي حيث قال "أنا كون قلبتوني ودرت التشخيص غتلقاوني ماشي فيا غا الجفاف" . وزادت حدة التوتر في قاعة الجلسات حين سلم الزفزافي لرجل أمن مراسلة ليسلمها إلى رئيس الجلسة لكن الاخير رفض قائلا "ردها ليه". وتدخل النقيب الجامعي عن هيئة الدفاع مطالبا بالاطلاع على المراسلة، معترضا على رفض المحكمة تسلمها لأجل التخابر مع موكله، فوافق رئيس هيئة الحكم على تسلمها، وحين اطلع عليها قبل أن يوجهها إلى الدفاع، ثارت حفيظة المحامين رافضين اطلاعه على المراسلة كونها تخص الدفاع، الذي "لا يخضع للمراقبة داخل الجلسة" ليستمر الجدل والشنآن هذه المرة بين محامو الدفاع والهيئة القضائية ليعلو الصراخ من جديد داخل قاعة الجلسات أنهت هيئة الحكم برفعها الجلسة وخروجها من القاعة إلى جانب النيابة العامة. ومن المنتظر أن تستأنف المحاكمة في الفترة المسائية لمواصلة المناقشة.