عقد الرئيس الأول لمحكمة النقض الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية الأستاذ مصطفى فارس جلسة عمل مع رئيس المحكمة الدستورية لفدرالية روسيا، زوركين فاليري بمقرها بسان بترسبورغ. وشكل هذا الحدث الهام فرصة مواتية أبرز من خلالها الرئيس المنتدب للسلطة القضائية أسس وأبعاد الإصلاحات الدستورية والتنظيمية والقانونية الكبرى التي عرفها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مركزا في كلمته على المقاربة التشاركية التي طبعت أجواء الاستفتاء على دستور يوليوز 2011 ومضامينه الحقوقية المتقدمة خاصة منها تلك المتعلقة بالسلطة القضائية والمحكمة الدستورية اللتين عرفتا تصورا وهيكلة جديدة واختصاصات مرنة متطورة تعكس الإرادة القوية في الإصلاح وتكريس دولة الحق والمؤسسات. كما كان هذا اللقاء مناسبة هامة قدم خلالها مصطفى فارس، الرئيس الأول لمحكمة النقض شروحات وإيضاحات حول مضامين ومستجدات القضية الوطنية من خلال تقديمه لنسخة من المؤلف الهام "وحدة المملكة من خلال القضاء" الذي أصدرته محكمة النقض وتمت ترجمته إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والإسبانية. ويعد هذا الإصدار ثمرة للندوة الدولية الكبرى التي سبق أن نظمتها محكمة النقض، وساهم في إنجازها وتأطيرها عدد من الدبلوماسيين والمفكرين وأعلام التاريخ والفقه والقانون الذين أبرزوا بالحجة والبرهان كل المؤشرات والشواهد على وحدة المملكة وعدالة قضية الصحراء المغربية. من جهته، شكر رئيس المحكمة الدستورية، زوركين فاليري، مصطفى فارس مبديا اهتمامه البالغ بهذا المؤلف وما تضمنه من وثائق وشواهد تاريخية، مؤكدا إعجابه بالتجربة المغربية وتطلعه إلى مستقبل علاقات أمتن وأعمق بين البلدين بالنظر للدينامية الجديدة التي عرفتها العلاقات بين البلدين بعد زيارة جلالة الملك محمد السادس لروسيا سنة 2016 وزيارة رئيس الحكومة الروسية للرباط شهر أكتوبر من هذه السنة، موضحا أن المغرب يبقى نموذجا متفردا ويتعين تكريس آليات العمل المشترك معه خدمة لمستقبل العدالة الدستورية بالبلدين وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأول لمحكمة النقض لروسيا توجت بالتوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين أعلى مؤسستين قضائيتين بالبلدين الصديقين. وكذا إلقاء كلمة أمام الجمعية العامة التي تضم أكثر من 180 مسؤول قضائي روسي سام.