يتواصل سخط وتذمر مجموعة من الأسر التي فسدت لحوم أضاحيها بعد اخضرار لونها أو تعفنها، ما أفسد عليها فرحة عيد الأضحى، بعد أن اضطرت إلى رميها، أو حمل جزء منها إلى المصالح البيطرية قصد إجراء التحاليل اللازمة. وحمل الكثير من المواطنين المسؤولية إلى الكسابة ومربي الأغنام والوسطاء، وتراوحت بين اتهامهم باستعمال أعلاف غير مرخصة، أو تلقيحها بأدوية غير مرخصة كي تظهر سمينة ومنتفخة، كما أعابوا على السلطات تقصيرها في عمليات المراقبة أثناء عملية البيع، وعدم حصر نقاط البيع في أسواق متخصصة، بدل اكتساح الأحياء من خلال كراء كراجات. من جهته، طمأن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية المواطنين حول سلامة وجودة أضاحي العيد، مؤكدا أن حالات اخضرار لون السقيطة أو تعفنها التي تم ذكرها ببعض المواقع التواصلية والإخبارية، لها علاقة مباشرة بعدم احترام الشروط الصحية للذبح والسلخ والحفاظ على السقيطة في ظروف جيدة قبل تقطيعها وتخزينها عبر التبريد أو التجميد، ولا علاقة لها بحملات التلقيح التي يستفيد منها قطيع الأغنام أشهرا قبل يوم العيد. وأوضح المكتب، أول أمس الاثنين، في بلاغ توصلت "الصحراء المغربية" بنسخة منه، ردا على ما تناولته بعض شبكات التواصل الاجتماعي حول ظهور حالات تلون ذبائح عيد الأضحى عند بعض الأسر، وربطها بتناول الأكباش أعلافا غير صالحة أو بسبب تلقيحها أو معالجتها بأدوية غير مرخصة، أن "سبب ظهور اللون الأخضر في السقيطة يرجع إلى تلوثها ببعض البكتيريا التي تتكاثر بسرعة مع ارتفاع درجة الحرارة، كما هو الحال في أغلب مناطق المملكة خلال هذه الأيام"، مشيرا إلى تسجيل حالات مماثلة السنة الفارطة. من جهته، قال الدكتور عبد الغني عزي، رئيس قسم السلامة الصحية للمنتجات الحيوانية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إن اللحوم الحمراء والبيضاء تصنف ضمن المواد السريعة التلف، إذا لم تستجب لمجموعة من شروط السلامة، كظروف التهيئة والتحضير والتخزين، وبالتالي يمكن أن تتحول من منتوج صحي صالح للاستهلاك إلى منتوج غير صالح للاستهلاك يشكل خطرا على المستهلك. وأضاف الدكتور عبد الغني عزي، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الظاهرة التي سجلت خلال هذه السنة، ومن خلال الأبحاث الأولية، تبين أن لها علاقة بالظروف الصحية لتهيئة اللحوم بدءا من الذبح والسلخ وكذا التبريد والتخزين، مشيرا إلى أن المكتب الوطني للسلامة الصحية يواصل تحرياته من أجل تبيان إن كانت الأمور تتعلق بأسباب أخرى، وعندما سيتوصل بنتائج التحريات سيعلنها للرأي العام. وأضاف "يعتقد بعض المواطنين أن حملات التلقيح هي السبب وهذا خطأ، كما يظنون أن استعمال الأعلاف غير المرخصة تجعل لون اللحم أخضر، وهو أيضا أمر غير ممكن، وكيفما كان الحال فالمكتب الوطني يأخذ شكايات وهموم المواطنين المتضررين بجدية، وسنعمل على مواصلة إجراء الأبحاث الضرورية وإعلان نتائجها للرأي العام الوطني". وشدد رئيس قسم السلامة الصحية للمنتجات الحيوانية على أنه طيلة السنة تكون عمليات الذبح في المجازر القروية والبلدية، ولم تسجل مثل هاته الحالات، مؤكدا أن المصالح البيطرية التي تسهر على مراقبة المجازر بشكل يومي لم تسجل أبدا مثل هاته الحالات كاخضرار اللحوم. وفي السياق ذاته، ذكر بلاغ المكتب الوطني أنه سبق له في إطار النصائح التي قدمها للمستهلك بمناسبة العيد التأكيد على أهمية احترام شروط النظافة والإسراع بتبريد الذبيحة أو تجميدها حسب الاحتياجات والعادات الاستهلاكية لكل أسرة.