أفادت مصادر صيدلانية أن عددا من مهنيي القطاع يواجهون صعوبات لعدم مقروئية الوصفات الطبية، بسبب تحريرها بخط يدوي سيء، بحروف غير واضحة أو كلمات منقوصة الحروف، ما يصعب التعرف على الدواء المطلوب، سيما عند تشابه أسماء بعض المنتجات الدوائية. وأوضحت مصادر "الصحراء المغربية" أن الصيادلة ومساعديهم يجدون صعوبات في فك رموز وحروف بعض الوصفات الطبية، ما يصعب أداء مهمتهم، وأن الوصفات الطبية المحررة بشكل سيء قد توقع الصيدلي ضحية لوصفات طبية مزورة، يسعى من خلالها بعض الأفراد للحصول على أدوية يستغلونها في استعمالات غير طبية، سيما التي تدخل في علاج بعض الأمراض النفسية. واستدرك المصدر أن عددا من الأطباء يراهنون على معرفة الصيادلة بخصوص العلاجات والأدوية والجرعات الموصوفة، إلا أن ذلك ليس مبررا لتحرير وصفات غير مقروءة، قد تشكل مصدر خطر على صحة المواطنين. وقال حسن عاطش، رئيس الغرفة المهنية لصيادلة فاس، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الوصفات الطبية غير المقروءة تثير قلق عدد من الصيادلة على الصعيد الوطني، بسبب كتابتها السيئة وغير المفهومة، وترفع احتمالات وقوع الصيدلي أو مساعده في خطأ صرف الأدوية. وأوضح أن الأمر يصبح أكثر خطورة حين تحرير أسماء أدوية بحروف تتشابه مع أدوية أخرى، مع اختلاف نوعهما الطبي، ما يتطلب من الصيدلي بذل جهود مضنية لفك شفرات الكتابة غير المفهومة، ويزيد من ضغط العمل، سيما في أوقات الحراسة وأيام المداومة. وقال عاطش إن هذا الأمر شكل موضوع مراسلة وجهتها الغرفة النقابية لصيادلة فاس إلى الهيأة الجهوية للأطباء وإلى وزارة الصحة مديري المستشفيات، لتحسيسهم بالموضوع وآثاره على ممارسة المهنة وما تشكله من خطر على صحة المواطن. وذكر أن المراسلة تهدف إلى تحسيس الأطباء بالتعاون مع الصيدلي لتجاوز هذه الوضعية، وتيسير ولوج المرضى إلى العلاجات وحمايتهم من أخذ أدوية غير مناسبة لصحتهم، ومنحهم الحق في الاطلاع على وصفاتهم الطبية وتسهيل قراءتها عند الحاجة، وصون حقوقهم في التعويض الصحي، تفاديا لرفض وصفات أو ملفات غير مقروءة بشكل جيد. ولتجاوز هذه الوضعية، يقترح عاطش استعانة الأطباء المعنيين بهذه الوصفات الطبية، بأجهزة الحاسوب في تحرير الوصفات الطبية، إسوة بنماذج متعددة من الأطباء الذين يعملون لهذه الطريقة.