بعد إثيوبيا الوفد يتوجه إلى رواندا وتانزانيا ومدغشقر ثم زامبيا في إطار متابعة الاتفاقات المقررة والمشاريع التي تم إطلاقها خلال الجولات الملكية بإفريقيا أديس أبابا (و م ع) أجرى وفد مغربي مصغر، ترأسته كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي، مونية بوستة، أول أمس الاثنين، بأديس أبابا، مجموعة من اجتماعات العمل مع العديد من المسؤولين الاثيوبيين رفيعي المستوى، وذلك في إطار تتبع الاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة الملكية لهذا البلد في نونبر 2016. وخلال هذه الزيارة، التي تأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، استعرض الوفد المغربي الذي يضم ممثلي القطاعين العام والخاص، إلى جانب سفيرة المغرب بإثيوبيا، نزهة علوي محمدي، مع مسؤولي وزارة المقاولة العمومية ووزارة الماء والري والكهرباء، ووزارة الفلاحة والموارد الطبيعية، ووزارة الصناعة الإثيوبية، الوسائل التي من شأنها تعزيز العلاقات بين المغرب وإثيوبيا، وآفاق تطوير التعاون بين البلدين. وكان للعديد من صناع القرار السياسي والاقتصادي الإثيوبيين والمغاربة، يمثلون القطاعين العام والخاص، الذين شاركوا في هذه اللقاءات، الفرصة لمتابعة عروض حول مختلف مشاريع الشراكة، والمؤهلات الاقتصادية التي يتوفر عليها البلدان في مختلف القطاعات. وأجمع هؤلاء المسؤولون على أن المغرب وإثيوبيا يزخران بمؤهلات ضخمة للتعاون في مختلف المجالات، لاسيما قطاعات الماء والري والفلاحة والصناعة، ما يكرس مختلف أوجه التشابه القائمة بين البلدين. وأشارت بوستة بهذه المناسبة، إلى أن زيارة العمل هاته تندرج في إطار تتبع الاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة التي أجراها جلالة الملك محمد السادس لإثيوبيا، وعلى ضوء الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون بين البلدين. وبعد الإشادة بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي الذي كان من "مؤسسيه"، أبرز المسؤولون الإثيوبيون دعم المملكة لجهود بلادهم لتحقيق التنمية، خاصة في قطاعات الماء والسقي والفلاحة، بالاستفادة من التجربة والخبرة المغربية في المجال. وأوضحوا أيضا أن تعزيز التعاون يتمثل في النهوض بالإنتاج الفلاحي وإنتاج الأسمدة بإثيوبيا، وتعزيز الجهود التي تبذلها بلادهم لمحاربة الفقر. واستعرض مسؤولو البلدين مختلف مشاريع التعاون قيد الإنجاز، وذلك في إطار تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة خلال الزيارة الملكية لإثيوبيا، خاصة تلك التي تهم تطوير التعاون في مجال تدبير الماء والسقي، والمشروع الضخم الخاص بإنشاء منصة لإنتاج الأسمدة من الطراز العالمي، وهو مشروع تصل قيمة إنجازه إلى 3,7 ملايير دولار، وسيمكن إثيوبيا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسمدة. وبالإضافة إلى المباحثات وجلسات العمل قام الوفد المغربي، المكون من ممثلي مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة والاتحاد العام لمقاولات المغرب والمكتب الاقليمي للمكتب الشريف للفوسفاط بأديس أبابا، بزيارة للموقع الذي سيقام عليه مركز التكوين في قطاع الماء والري، الموجه لتعزيز القدرات والتكوين التطبيقي للمكونين، والخبراء في مجال الفلاحة واستغلال الموارد المائية. وشكلت هذه الزيارة الميدانية أيضا فرصة للاطلاع على مستوى تقدم المشروع، الذي ينتظر استكماله في مارس 2019. وشكلت الزيارة مناسبة لتبادل الرأي حول مساطر تفعيل بروتوكول التفاهم المتعلق بإحداث هذه المؤسسة، التي ستشيد على موقع المعهد الاثيوبي للماء والتكنولوجيا، والآليات العملية لإنجاز مختلف أنشطة المشروع، الذي سيقام ويجهز من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة. وأعرب الوفد الإثيوبي، التابع للمعهد الإثيوبي للماء والتكنولوجيا، عن ارتياحه لمستوى التعاون الثنائي معربا عن تطلعه للاستفادة من الخبرة المغربية في مجال التكوين المهني. وجرت جلسة العمل الأخيرة للوفد المغربي بمقر الغرفة الإثيوبية للتجارة، حيث شخص الجانبان المسالك الجديدة للتعاون بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين. وفي هذا الصدد، تم الاتفاق على بلورة مخطط عمل مشترك ومنهجية العمل التي تحدد آليات وأهداف تعاون واعد بين الطرفين. كما زار الوفد المغربي مقر المكتب الجهوي للمكتب الشريف للفوسفاط بأديس أبابا. وبعد إثيوبيا، يتوجه الوفد إلى رواندا، تانزانيا، مدغشقر ثم زامبيا في إطار متابعة الاتفاقات المقررة والمشاريع التي تم اطلاقها خلال الجولات الملكية بإفريقيا.