حل جلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، مساء السبت بأتاناناريفو، في زيارة رسمية لجمهورية مدغشقر، المحطة الثانية ضمن جولة استهلها جلالته بإثيوبيا، وتشمل عددا من الدول الإفريقية الشقيقة. ولدى نزول جلالة الملك من الطائرة بمطار إيفاتو الدولي، وجد جلالته في استقباله الرئيس الملغاشي هيري راجاوناريمامبيانينا. وأكدت وزيرة الشؤون الخارجية الملغاشية بياتريس عطا الله، أن الزيارة التي بدأها جلالة الملك محمد السادس لأنتاناناريفو، مساء السبت، تشكل «مصدر فخر للملغاشيين كافة.» وأبرزت الوزيرة في تصريحات للصحافة سعادة سكان مدغشقر قاطبة بالزيارة الملكية، التي طالما ظل الجميع ينتظرها ويتطلع إليها. وشددت، في هذا السياق، على أهمية الروابط التاريخية التي تجمع المملكة ومدغشقر، مشيرة إلى أن الملغاشييين استقبلوا بحفاوة كبيرة المغفور له الملك محمد الخامس خلال فترة نفيه من طرف الاستعمار الفرنسي سنة 1954. وكان جلالة الملك قد غادر إثيوبيا متوجها إلى مدغشقر في إعقاب زيارة رسمية ناجحة توجهت بالتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون الثنائي وفي هذا الإطار ترأس جلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، مولاتو تيشوم، أول أمس السبت، بالقصر الوطني بأديس أبابا، حفل التوقيع على سبع اتفاقيات ثنائية قطاع عام/قطاع عام. وتشكل هذه الاتفاقيات، التي تنسجم مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تعزيز الشراكة جنوب جنوب، إطارا قانونيا عمليا وآلية نوعية للإسهام في هيكلة تعاون مثمر بين حكومتي البلدين. وتغطي هذه الاتفاقيات ميادين متنوعة من قبيل النقل الجوي، والمجال الضريبي وحماية الاستثمارات، والفلاحة والطاقات المتجددة. وهكذا تم التوقيع على مذكرة تفاهم تهم التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي، وقعها الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة ووزير الدولة الإثيوبي في الشؤون الخارجية تاي أتسك سيلاسي. وتتعلق الاتفاقية الثانية باتفاق حول خدمات النقل الجوي، ووقعها بوريطة ووزير النقل الإثيوبي أحمد شيد. وتهم الاتفاقية الثالثة، وهي مذكرة تفاهم، إنعاش التجارة، ووقعها بوريطة، ووزير التجارة الإثيوبي بيكيلي بيلادو. وتتعلق الاتفاقية الرابعة بمنع الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل، ووقعها وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزير المالية والتعاون الاقتصادي الإثيوبي أبراهام تيكيست. أما الاتفاقية الخامسة فتتعلق باتفاق في مجال الإنعاش والحماية المتبادلة للاستثمارات، ووقعها محمد بوسعيد ومندوب لجنة الاستثمار الإثيوبية فيتسوم أريغا. وتهم الاتفاقية السادسة، التعاون في المجال الفلاحي، ووقعها وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز اخنوش ووزير الزراعة وتنمية الموارد الطبيعية الإثيوبي إياسو أبراها. أما الاتفاقية السابعة فهي مشروع اتفاق للتعاون في مجال الطاقات المتجددة، ووقعه رئيس الوكالة المغربية للطاقات المستدامة (مازن) ووزير المياه والري والكهرباء الإثيوبي سيلشي بيكيلي. وفي ختام حفل التوقيع على هذه الاتفاقيات، الذي حضره أعضاء الوفد الرسمي المرافق لجلالة الملك وعدد من أعضاء الحكومة الإثيوبية، وفاعلون اقتصاديون من كلا البلدين،وقع جلالة الملك في الدفتر الذهبي للقصر الوطني لإثيوبيا. وفي نفس الإطار ترأس جلالة الملك محمد السادس، والوزير الأول لجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، هايلي ماريام ديسالغن، بأديس أبابا، حفل إطلاق مشروع إنجاز منصة مندمجة من الطراز العالمي لإنتاج الأسمدة بإثيوبيا. وأكدت الزيارة الملكية إلى إثيوبيا، من خلال النتائج الإيجابية جدا التي حققتها، نجاعة رؤية جلالة الملك بشأن القارة الإفريقية، والتي تجعل من التعاون المشترك والمتضامن جنوب جنوب حجر الزاوية لجميع الجهود الهادفة إلى تمكين القارة من تحرير طاقات أبنائها واحتلال المكانة التي تستحقها على الصعيد العالمي. وأشاد المسؤولون الإثيوبيون بالزيارة الملكية والتي وصفوها بالحدث التاريخي، الحامل لآمال ميلاد إفريقيا جديدة يقودها قادة حكماء. وهكذا، نوه الوزير الأول الإثيوبي هايلي مريم ديساليغني برؤية وريادة جلالة الملك، مشيدا بانخراط ومساهمة المغرب من أجل السلام والاستقرار والتنمية في إفريقيا. من جهته، اعتبر وزير الشؤون الخارجية الإثيوبي تاي أتسكي-سلاسي أن هذه الزيارة الملكية تمثل منعطفا تاريخيا أعطى زخما قويا لعلاقات التعاون بين الرباط وأديس أبابا . تصريحات المسؤولين السياسيين الإثيوبيين يتقاسمها رجال الأعمال في هذا البلد الذين يعتبرون المغرب نموذجا يحتذى وبلد يفتح الطريق من أجل إفريقيا متصالحة مع نفسها وعازمة على إثبات ذاتها في ما يتعلق بالنمو العالمي.