أكد مسؤول بالخارجية الأمريكية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الولاياتالمتحدة "تشيد" بمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى إصلاح منظومة الهجرة ومنح اللجوء "بناء على مقاربة أكثر عدالة ونجاعة". وأكد المسؤول الأمريكي أن "المبادرة التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس، في العاشر من شتنبر الجاري، والرامية إلى إصلاح منظومة الهجرة ومنح اللجوء، بناء على مقاربة أكثر عدالة ونجاعة، والتي تتماشى مع توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تستحق كل الإشادة"، مضيفا أن "الولاياتالمتحدة تنتظر تنفيذا سريعا لهذه السياسة الجديدة من قبل الحكومة". وكان جلالة الملك أعطى تعليماته السامية للحكومة من أجل الشروع، دون تأخير، في بلورة وتنفيذ استراتيجية ومخطط عمل، بغية صياغة سياسة شاملة في مجال الهجرة. وأضاف المصدر ذاته أن "الولاياتالمتحدة تشيد، أيضا، بالتقرير الذي أعده المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي يهدف إلى تحسين الإطار القانوني في أربعة مجالات تتعلق باللاجئين وطالبي اللجوء والمقيمين دون وضع قانوني للهجرة، والاتجار في البشر والمهاجرين الشرعيين". وجدد المسؤول التأكيد على أن الولاياتالمتحدة والمجموعة الدولية توليان أهمية كبرى لحقوق الإنسان، وتظلان منشغلتين بشأن قضية المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء والاتجار في البشر في جميع أنحاء العالم. وكان المجلس الوطني لحقوق الإنسان ذكر بأن المغرب يعد طرفا في العديد من الاتفاقيات الدولية في هذا المجال، سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والاتفاقية الدولية لحماية العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، واتفاقية عام 1951 المتعلقة باللاجئين. يذكر أن تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان عمل على إبراز التقليد العريق للهجرة والاستقبال في المغرب، وتوضيح الإطار القانوني الوطني والدولي الذي ينظم وضع الأجانب في المملكة، كما قدم في الأخير توصيات بعد استعراض التغييرات الجارية المتعلقة بالمهاجرين واللاجئين. وينسجم موقف الخارجية الأمريكية مع العديد من ردود الأفعال التي صدرت عن صناع الرأي بواشنطن، حيث أكد بيتر فام، مدير مركز ميكاييل الأنصاري، التابع لمجموعة التفكير أطلانتيك كاونسيل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "التعليمات السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للحكومة من أجل إعداد وتنفيذ استراتيجية تهم سياسة شاملة في مجال الهجرة تأتي "لتعزز تفرد المغرب في محيطه الإقليمي، وتدل على أنها نابعة عن قيادة رائدة متشبعة بقيم الإنسانية والكرم". وأبرز بيتر فام أنه "منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش البلاد، شهدنا إصلاحات مهمة تتبلور على أرض الواقع، وتشمل جميع أرجاء المملكة، وكذا مختلف مكونات المجتمع المغربي"، مبرزا أن هذه التوجيهات السامية، التي تندرج في إطار مقاربة ملكية، نابعة من تقاليد عريقة لكرم الضيافة والتسامح. من جهتها، كتبت يومية (هوفينغتون بوست) الأمريكية، الواسعة الانتشار، أن التعليمات السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الحكومة، قصد إعداد وتنفيذ استراتيجية تهم سياسة شاملة في مجال الهجرة تشكل "نموذجا يحتدى" بالنسبة لبلدان المنطقة، مؤكدة أن المغرب "يعد البلد الوحيد بهذا الجزء من العالم الذي اعترف بهذه الظاهرة، واتخذ إجراءات ملموسة لفهمها بشكل أفضل". وذكرت الصحيفة، في مقال تحليلي، بعنوان (إجحاف خطير في العالم العربي، ومقاربة غير مسبوقة لمعالجته)، بأن "صاحب الجلالة اطلع الاثنين الماضي على التقرير الموضوعاتي المتعلق بوضعية المهاجرين واللاجئين بالمغرب"، مشيرة إلى أن هذه المبادرة الملكية تندرج في سياق الإصلاحات المتقدمة التي أطلقها جلالة الملك، منذ اعتلائه عرش البلاد، بهدف دعم المؤسسات الديمقراطية وتوسيع مجال الحريات. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس ترأس، الأسبوع الماضي، جلسة عمل خصصت لدراسة مختلف المحاور المتعلقة بقضية الهجرة في المغرب، حيث أعطى جلالته توجيهاته السامية للحكومة للمضي قدما، دون تأخير، من أجل بلورة وتنفيذ استراتيجية ومخطط عمل مناسبة بالتنسيق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومختلف الفاعلين المعنيين، بغية صياغة سياسة شاملة بشأن الهجرة.