خلفت الأمطار الرعدية المحملة بأمطار عاصفية غزيرة، والمصحوبة برياح قوية، بمحيط إقليم الفقيه بن صالح، مساء السبت الماضي، مقتل تلميذ في الرابعة عشر من العمر بعدما انهار عليه جدار أحد المنازل بقرية أولاد ازمام، كان الطفل يحتمي به من العاصفة. وغمرت المياه العديد من المنازل والمحلات التجارية بجماعتي حد لبرادية وأهل المربع بسبب الأمطار المتهاطلة والمحملة بالبرَد، وأسفرت عن إتلاف الكثير من الأجهزة والملابس ومحتويات أخرى، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المدن والمراكز والقرى. وأدت هذه الأمطار العاصفية والرياح القوية بالمنطقة إلى اقتلاع مئات الأشجار الغابوية، وعدد من الأعمدة الكهربائية والهاتفية، خاصة على جنبات الطريق، كما تسببت في إتلاف آلاف الأشجار المثمرة خصوصا الزيتون والرمان، إذ كانت 40 دقيقة من الأمطار كافية لنشر الخوف والحزن بين صفوف سكان جماعة أولاد ازمام، ومناطق بمحيط مدينة الفقيه بن صالح، حيث أدت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت عليها إلى انهيار جزئي للعديد من المنازل بأولاد ازمام، المركز الجماعي الذي تضرر بشكل كبير، حسب مصادر من مكان الحادث. كما غمرت مياه الأمطار المنسابة بقوة بفعل انسداد المجاري وهشاشة وسوء بناء الأزقة، العديد من المنازل بقرى أهل المربع، أولاد اركيعة، وأهل سوس، وجرفت مياه السيول عدة أطنان من منتوج الفلفل الأحمر (منيورة)، كانت قيد التجفيف بمنطقة حد لبرادية بهدف التصدير، إذ شوهد عشرات الشباب، صباح الأحد المنصرم، يسبحون بنهر أم الربيع بهدف التقاط ما تبقى منها. وأدت العاصفة إلى انهيار جزئي لسور ثانوية علال بن عبد الله التأهيلية بسيدي عيسى، وسور ثانوية المختار السوسي الإعدادية بأولاد اركيعة، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي بعدة أحياء من مدينة سوق السبت أولاد النمة وبقرى حد لبرادية، أهل سوس، وأهل المربع، وعرت هذه التساقطات العاصفية هشاشة البنى التحتية بمدينة الفقيه بن صالح حيث تحولت جل الشوارع والأزقة إلى برك مائية عرقلت حركة المرور، ووجد الراجلون معها صعوبات كبيرة في العبور. وبمركز أفورار تفرق مئات السكان من سوق صغير لبيع الخضر والفواكه والدجاج بفعل قوة العاصفة، حيث جرفت مياه السيول العديد من طيور الدجاج ومختلف أنواع الخضر والفواكه المعروضة للبيع على طول الطريق، وتسببت في عرقلة المرور بالعديد من المراكز القروية بالإقليم.