الأمطار العاصفية تكشف عن هشاشة البنيات التحتية تسببت الأمطار العاصفية، التي تهاطلت على منطقة الفقيه بن صالح مساء السبت الماضي، في وفاة طفل في الرابعة عشرة من عمره، اثر انهيار جدار بقرية أولاد أزمام. وقد غمرت المياه العديد من المنازل والمحلات التجارية بجماعتي حد البرادية وأهل المربع، وأدت إلى إتلاف مختلف محتوياتهما . ومما زاد الوضع خطورة، يقول شهود عيان، «انقطاع التيار الكهربائي في عدد من الأحياء والقرى». وقد أدت هذه الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرياح القوية بالمنطقة إلى اقتلاع عشرات من الأشجار الغابوية وعدد من الأعمدة الكهربائية والهاتفية، كما تسببت في إتلاف آلاف «الغلات» خصوصا الزيتون والرمان. وكانت حوالي30 دقيقة فقط من تهاطل الأمطار كافية لنشر الرعب والأسى بين صفوف الساكنة، خاصة بجماعة أولاد أزمام، التي أدت الأمطار الطوفانية بها،كما اشرنا سابقا إلى انهيار جزئي لأكثر من 10 منازل، أدى بعضها إلى وفاة الطفل خالد.أ ( ابن مدير ثانوية عبد المالك السعدي الإعدادية). مياه الأمطار أيضا، اكتسحت للإشارة، نتيجة انسداد مجاري الواد الحار وهشاشة البنيات التحتية، المئات من المنازل والمحلات التجارية، حيث ألحقت أضرارا كبيرة بأمتعة وأفرشة الأهالي بقرى أهل المربع، أولاد اركيعة وأهل سوس، وجرفت مياه السيول عدة أطنان من منتوج الفلفل الأحمر (منيورة) التي كانت قيد التجفيف بمنطقة حد البرادية بهدف التصدير، حيث شوهد عشرات الشبان صباح يوم الأحد 15 شتنبر يسبحون بنهر أم الربيع بهدف جمع ما تبقى منها. هذا، وأدت العاصفة إلى انهيار جزئي لسور ثانوية علال بن عبد الله التأهيلية بسيدي عيسى، وسور ثانوية المختار السوسي الإعدادية بأولاد اركيعة. كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي بعدة أحياء من مدينة سوق السبت أولاد النمة وبقرى حد البرادية. وعّرت هذه التساقطات العاصفة هشاشة البنى التحتية بإقليم الفقيه بن صالح، حيث تحولت جل الشوارع والأزقة إلى برك مائية تسببت في عرقلة حركة المرور. ووجد الراجلون معها صعوبات كبيرة في العبور خصوصا جراء احتلال الأرصفة من طرف أرباب المقاهي والمحلات التجارية والحرفيين. وبتراب أزيلال، عرف مركز أفورار مغادرة مئات السكان لسويقة الصغيرة لبيع الخضر والفواكه والدجاج بفعل قوة العاصفة، حيث جرفت مياه السيول العديد من طيور الدجاج، ومختلف أنواع الخضر والفواكه المعروضة للبيع على طول الطريق، كل ذلك في غياب تام للسلطات المحلية التي كانت تغط في نوم عميق تاركة المواطنين يواجهون مصيرهم لوحدهم. أما دوار بوقارون، فقد عرف فيضان قناتين للمياه تسببتا، حسب مصادر من عين المكان، في خسائر مادية تمثلت في إتلاف العديد من مواد العلف وفي انهيار حائط إحدى المنازل. وقد حضرت بالمناسبة لجنة مختلطة لتقصي الحقائق، يوم الأحد الماضي.