ساكنة الناضور بلا ماء ولا كهرباء ومعزولة عن العالم الخارجي اعتبرت السلطات المحلية بالناضور، أمس، الإقليم معزولا عن العالم الخارجي نتيجة انقطاع البث التلفزي وكذا الطرقات بسبب الأمطار الطوفانية التي شهدها الإقليم أول أمس نتيجة انهيار العديد من الطرق خاصة الطريقان رقم16 و2 الرابطتان بين الناضور والحسيمة، إضافة إلى انقطاع الماء الصالح للشرب والكهرباء. وقدرت الفعاليات التي شاركت في عمليات الإنقاذ الخسائر المادية بملاين السنتيمات. وقالت إن الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على الإقليم ما بين الساعة العاشرة صباحا والواحدة زوالا ، والتي بلغت100 لتر في المتر المربع تسببت في عزل الإقليم وفي شلل تام للعديد من الأحياء ،مضيفة أن كميات الأمطار التي تهاطلت لم تشهد المنطقة مثلها منذ 35 سنة. ووصفت خسائر الفيضانات خاصة منها المادية ب” كارثية” بكل المقاييس ، كما تسببت في خوف وذعر الساكنة التي أطلقت على أول أمس “الأحد الأسود”لكونها كانت تتوقع نهاية المنطقة. ورغم أن السلطات الرسمية لم تعلن إلا عن وفاة شخصين بمنطقة “بوعرك” ، إلا أن العديد من المصادر لم تستبعد أن تكون الخسائر في الأرواح جد ثقيلة خاصة وان جثة شاب يبلغ 16 سنة لم تكتشف إلا صباح أمس (الاثنين) ببني انصار وبالضبط بحي أولاد عيسى. كما غمرت المياه أحياء وجماعات وقرى على غرار بوعرك وبن طيب وتازاغين وازعنغان وسلوان وبني انصار وغيرها علاوة على عزل أحياء كإشوماي وبوبلاو وإكوناف ولعري الشيخ وغيرها. وقد غمرت مياه التساقطات المطرية القوية، التي وصفها السكان بالاستثنائية، الشوارع الرئيسية بالمدينة ، والعمارات في الوقت الذي حاول فيه السكان الحيلولة دون تسرب المياه إلى شققهم ومحلاتهم التجارية. كما شكلت الطوابير الطويلة من السيارات المحاصرة بعدد من الشوارع المغمورة في اختناق حركة السير على مستوى بعض مفترقات الطرق بالمدينة. وقد تجندت على مستوى واد تيركا (قرب بني نصار) عناصر الوقاية المدنية لإنقاذ العديد من الأشخاص الذين حوصروا داخل سياراتهم . ومن جهتها، أفادت مصالح الإنقاذ أن الأمطار العاصفية الغزيرة التي تهاطلت أول أمس على إقليم الناضور، تسببت أيضا في انهيار30 مترا من السور المحيط بثغر مليلية المحتل وعزله بشكل كلي،الأمر الذي دفع الحرس المدني الإسباني إلى تعبئة دوريات إضافية لتفادي تسلل المهاجرين السريين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء. وأضافت أن التساقطات المطرية القوية أدت أيضا إلى تعليق الرحلات الجوية والبحرية بين إسبانيا ومليلية، وإغلاق النقطة الحدودية بني انصار. كما غمرت المياه العديد من المنازل والمرائب ومواقف السيارات التحت-أرضية، فضلا عن كونها تسببت في اندلاع العديد من الحرائق بنقط مختلفة نتيجة تماسات كهربائية، الأمر الذي تطلب تدخل رجال الإطفاء . [email protected]