احتفل رجالات المقاومة وجيش التحرير أول أمس الأربعاء، في عمق الصحراء بجماعة بئر كندوز بإقليم أوسرد التابع لمدينة الداخلة، بالذكرى 34 لاسترجاع إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن. قال مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومة وجيش التحرير إن "الصحراء مغربية وستبقى مغربية، ولن تنال من هذه الحقيقة الساطعة مناورات ومؤامرات الخصوم والحسابات المغلوطة للمتربصين بالوحدة الترابية والسيادة الوطنية، كما ستظل بلادنا متمسكة بروابط الإيخاء وحسن الجوار والدفع في اتجاه بناء الصرح المغاربي وتحقيق وحدة الشعوب، إيمانا منها بضرورة إيجاد حل سلمي واقعي ومتفاوض عليه لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية. وفي هذا الصدد تندرج مبادرة منح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية في ظل السيادة المغربية، هذا المقترح الذي نال دعم البلدان الشقيقة والصديقة وحظي بمساندة المنتظم الدولي". واستحضر الكثيري، في كلمته أمام رجالات المقاومة ببئر كندوز بإقليم أوسرد بالداخلة، التي تلاها نيابة عنه ياسين حمزة، مدير الأنظمة والدراسات التاريخية بالمندوبية السامية، (استحضر) خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى 37 للمسيرة الخضراء، إذ قال جلالته "وعلى الرغم من هذه المحاولات اليائسة، فإن المغرب يؤكد حرصه على الدفع قدما بهذا المسار، على أساس ثوابت المفاوضات وأهدافها، كما حدد ذلك مجلس الأمن، وأكده لنا معالي السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة. ومن هذا المنطلق، فإن المغرب يؤكد على ضرورة الالتزام بمعايير البحث عن التسوية، وخاصة التحلي بالواقعية وروح التوافق الإيجابي، وهو ما تجسده المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تحظى بالدعم المتزايد للمجتمع الدولي". وأعلن المندوب السامي أن حكام الجزائر يمارسون التشويش على الجهود المغربية عبر مناورات تعيق الوصول إلى الحل النهائي للنزاع المفتعل. من جهته، قال مامي بوسيف، رئيس جهة واد الذهب لكويرة إن "ذكرى 14 غشت سجلت بمداد من ذهب وفخر"، مستحضرا جهود رجالات المقاومة في استرجاع واد الذهب. كما أكد أنه بعد استرجاع الجهة انطلقت عملية تنموية شاملة ساهمت فيها الدولة المغربية بشكل كبير وهو ما جعل سكان واد الذهب لكويرة يعيشون في أمن وأمان، مبرزا أن العملية التنموية الشاملة ساهمت في فك العزلة عن الإقليم عبر ربطه بباقي جهات المملكة بالطرقات والمطارات. وقال رئيس الجهة، في تصريح ل"المغربية" إن "سكان الجهة يعيشون في أمن وأمان بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، وأصبحت للجهة مقومات سياحية واقتصادية مهمة تضاهي بها باقي العواصم الدولية". من جانبه، ثمن منصور حمادة، الذي ألقى كلمة باسم منتخبي جماعة بئر كندوز، جهود الدولة المغربية في النهوض بالجهة، معلنا باسم كافة منتخبي الجهة ولاءهم وتأييدهم لكافة الجهود الرامية إلى استكمال الوحدة الترابية. وقال إن "إحياء المناسبة الوطنية الغالية على جميع المغاربة هي تأكيد على الإجماع الوطني في الدفاع عن الوحدة الترابية". وكان سكان إقليم واد الذهب يوم 14 غشت من سنة 1979 على موعد مع التاريخ، حيث وفد على الرباط ممثلون لسكان الصحراء وعلماء وأعيان وشيوخ سائر القبائل الصحراوية بجهة واد الذهب لكويرة لتجديد البيعة لأمير المؤمنين جلالة المغفور له الحسن الثاني. إذ تلي بين يدي جلالته نص البيعة المجددة من طرف سكان إقليم واد الذهب لملوك الدوحة العلوية، معلنين ارتباطهم الوثيق والتحامهم الدائم بوطنهم المغرب. وحضر الاحتفال بالذكرى الوطنية ثلة من رجالات المقاومة وأعضاء جيش التحرير، ووالي جهة واد الذهب لكويرة، وقادة القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، وسفير المغرب بإسبانيا، وبرلمانيون ومنتخبون محليون، وناشطون حقوقيون، وحشد غفير من سكان جماعة بئر كندوز، والعديد من الشخصيات الوطنية والمحلية. وانطلقت فعاليات إحياء ذكرى استرجاع واد الذهب بتحية العلم الوطني، وتنظيم مهرجان خطابي جدد فيه كل رجالات المقاومة بالصحراء المغربية عزمهم على مواصلة الجهاد من أجل استكمال الوحدة الترابية في ظل نظام الحكم الذاتي وتحت السيادة المغربية. وعرف الاحتفال بالذكرى الوطنية تقديم منح ومساعدات من المندوبية السامية لأعضاء المقاومة وجيش التحرير لبعض رجال المقاومة، وأراملهم، وأبنائهم، تمثلت في إعانات مالية، ومساعدات أخرى. وتليت في نهاية المهرجان الخطابي برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس، كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري عز وجل بالدعاء لأمير المؤمنين.