يرتقب أن يعقد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، الذي بات مقتنعا أكثر بشروط صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، اجتماعا رابعا مع مزوار، خلال الأيام القليلة المقبلة، للتدقيق في التفاصيل التقنية التي ستعتمد لتشكيل النسخة الثانية للحكومة. عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار أفاد المصدر ذاته، أن المشاورات السياسية بين مزوار وبنكيران تتجه إلى الاتفاق حول الصيغة التقنية التي سيشارك من خلالها التجمع في التحالف الحكومي، مبرزا أن رئيس التجمع يمتلك العديد من المعطيات، لكنه لا يكشف عنها لجميع قيادة الحزب، وقال "رغم تكتم الرئيس فإن تصرفاته واتصالاته تفيد أن التجمع بات قريبا من الدخول إلى الحكومة". وأشار إلى أن الاتصالات بين مزوار وبنكيران لم تنقطع بعد اجتماعهما الثالث من نوعه المنعقد نهاية شهر رمضان، وهو الاجتماع الذي لم يحسم في مسألة التحاق التجمع بتحالف الأغلبية الحكومية. إذ لم تغر عروض رئيس الحكومة مفاوضه مزوار الذي كان متشبثا بإحداث تغيير جذري على التشكيلة الحكومية وعلى البرنامج الحكومي بشكل عام. وعلمت "المغربية"، من قيادي تجمعي، أنه مع اقتراب وقت الحسم في مسألة الدخول إلى الحكومة اندلعت بين قيادات التجمع حرب حول الحقائب الوزارية، بل إن من بين التجمعيين من بات يردد على مسامع قيادة حزبه "إن دوري حان ولا حاجة لي للانتظار مرة أخرى"، بحسب ما قاله مصدر "المغربية". وأكد أكثر من مصدر، أن قيادة العدالة والتنمية تجاوزت الحاجز النفسي وأصبحت تقبل العمل مع أطر سياسية من التجمع في التشكيلة الحكومية المقبلة، كما أن الأمانة العامة للعدالة والتنمية أصبحت لا تمانع في أن يشمل التعديل الحكومي المقبل حتى حصتهم من الحقائب الوزارية، وهو الأمر الذي يشترطه مزوار للدخول في تحالف الأول من نوعه مع العدالة والتنمية بعد حرب كلامية طويلة استعملا فيها الطرفان كل مصطلحات السب والشتم بلغت حتى درجة التخوين. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن صلاح الدين مزوار بات يحقق مكاسب سياسية وأصبح قريبا من تحقيق قوله إن "التجمع ليس مكملا للأغلبيات الحكومية، كما أنه ليس عجلة للطوارئ، بل له مواقفه وخياراته وبرامجه وانخراطه في البرنامج المجتمعي الذي يقوده جلالة الملك"، متحفظا على أن يقدم، مقابل دخوله للحكومة، شيكا على بياض لرئيس الحكومة، إذ يرى مزوار أن مشاركة التجمع في الحكومة يجب أن تكون وفق برنامج حكومي جديد غير البرنامج المسطر والمعد سلفا، والذي صوتوا ضده في البرلمان. وسبق لمزوار أن أكد، أمام برلمان حزبه، أنه لن يمارس الابتزاز من أجل "إعادة الحياة لحكومة فقدت الحياة" حسب قوله مضيفا أنه لن يتعامل بمنطق المساومة على الاستوزار، "بل لابد لنا بالاتفاق والحسم في منطق الإصلاح الذي ستقوده الأغلبية خلال السنوات الباقية في عمر الحكومة". واعتبر أن قرار التجمع يدل على تحول الحزب "الذي مازال قويا ومتجذرا في هذا الوطن سياسيا". يشار إلى أنه سبق لمزوار وبنكيران أن ناقشا كل تفاصيل التحاق التجمع بشكل رسمي للتحالف، من دون أن يتخذ التحاق التجمع بالحكومة، حسب ما يشترطه التجمعيون، صورة التعويض التقني للحقائب المتخلى عنها من طرف حزب الاستقلال فقط.