انفض الاجتماع الثالث بين صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بدون أن يحسم في مسألة التحاق التجمع بالأغلبية الحكومية إذ لم تغر عروض رئيس الحكومة مفاوضه المتشبث بإحداث تغيير جذري في التشكيلة الحكومية والبرنامج الحكومي بشكل عام. وأكد مصدر من التجمع الوطني للأحرار، فضل عدم ذكر اسمه في تصريح ل "المغربية"، أن الاجتماع المنعقد أول أمس الاثنين بالرباط، لم يسفر عن نتائج، وأنه انتفت فيه عبارات المجاملة بين الطرفين بعدما تجاوزا الحاجز النفسي. وأفاد مصدر "المغربية" أن مزوار وبنكيران ناقشا لأول مرة كل تفاصيل التحاق التجمع بشكل رسمي، وأن مزوار عرض توصيات المجلس الوطني للحزب على رئيس الحكومة، وتشبث بألا يتخذ التحاق التجمع صورة تعويض تقني للحقائب المتخلى عنها من طرف حزب الاستقلال فقط، وأن يتوج الالتحاق بصياغة برنامج جديد للأغلبية الجديدة مع أن تضم التشكيلة الحكومية المقبلة وجوها جديدة من الشباب والنساء. وأوضح المصدر ذاته أن بنكيران استمع لعرض مزوار، وطلب الرجوع إلى حلفائه للتشاور في ما يقترحه التجمعيون، وأن الطرفين اتفقا على بقاء قنوات التواصل مفتوحة بين التجمع وباقي مكونات أحزاب التحالف الحكومي، الذي يتشكل من حزب العدالة والتنمية والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية. وكان مزوار قال إن "التجمع ليس مكملا للأغلبيات الحكومية، وليس عجلة للطوارئ، بل له مواقفه وخياراته وبرامجه وانخراطه في البرنامج المجتمعي الذي يقوده جلالة الملك". ويرى مزوار أن مشاركة التجمع في الحكومة يجب أن تكون وفق برنامج جديد غير البرنامج المسطر والمعد سلفا، الذي صوتوا ضده في البرلمان. وسبق لمزوار أن أكد، أمام برلمان حزبه، أنه لن يمارس الابتزاز من أجل "إعادة الحياة لحكومة فقدت الحياة، ولن يتعامل بمنطق المساومة على الاستوزار".