في محاولة لفهم التطور في عمل الخلايا الإرهابية، تقدم "المغربية" قراءة في تاريخ أبرز الخلايا وكيف حاولت تهييء موطئ قدم لتنظيم القاعدة داخل المغرب حتى يصبح قاعدة خلفية للتخطيط لعمليات دموية. في الوقت الذي كانت يحظى تفكيك خلايا إرهابية يحظى باهتمام خاص، بسبب طبيعة الأشخاص المنتمين إليها، كانت الأجهزة الأمنية تنفذ عمليات متفرقة قادت إلى وضع يدها على مشتبه بهم ظلوا مبحوثا عنهم منذ اعتداءات 16 ماي الإرهابية في الدارالبيضاء. ورغم أن هذه الخلايا كانت صغيرة من حيث العدد، إلا أن طبيعة أهدافها كانت كبيرة، كما أن علاقاتها الخارجية شغلت بال المحققين. وجاء افتضاح إحدى هذه الخلايا، بعد ثلاث سنوات من اعتداءات البيضاء، إثر إيقاف ستة أشخاص يشتبه في سعيهم إلى تكوين "خلية" بهدف ارتكاب "أعمال إرهابية في المغرب والخارج". وحسب ما تضمنته محاضر الشرطة، فإن لائحة الموقوفين ضمت محمد. ب (31 عاما)، الذي يقطن بفاس، والذي كان اسمه ورد في التحقيقات حول اعتداءات الدارالبيضاء. واتهم محمد بالانتماء إلى "مجموعة يديرها الفرنسي روبير ريشار أنطوان"، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد في القضية نفسها. وكان مراد (ب)، المعروف ب "أبو بصير"، اليد اليمنى لمحمد، إذ سافر إلى موريتانيا للانضمام إلى صفوف الجماعة الجزائرية للدعوة والقتال سابقا، التي كانت تنشط بالخصوص في شمال مالي وتشاد، قبل أن تحمل اسم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وكان هدف هذه الخلية "تدريب ناشطين لدى الجماعة الجزائرية لارتكاب أعمال إرهابية ضد السياح والأهداف الأميركية في المغرب". بعد ذلك، توصلت عناصر الأمن إلى تحديد هوية عدد من المشتبه في انتمائهم إلى خلايا قيد التشكيل، وتخطط لارتكاب أعمال تخريبية في عدد من المواقع بالمملكة. وجاء ذلك، عقب إيقاف الشرطة ل 6 أشخاص يشتبه في ربطهم علاقة بعناصر خلية خططت لتنفيذ "هجمات إرهابية في المغرب والخارج". وتراوحت أعمار الموقوفين ما بين 22 و28 سنة، وضبطت في حوزتهم، خلال تفتيش منازلهم، هواتف محمولة، وأقراص مدمجة، وكتب دينية تدعو إلى "التطرف". ووردت أسماء الموقوفين خلال التحقيقات التي أجرتها مصالح الأمن مع عدد من المشتبه بهم، الذين اتهموا بالتخطيط لاعتداءات فوق التراب الوطني. وتزامنا مع ذلك، عرفت مدينة مكناس إيقاف تسعة أشخاص يشتبه في ربطهم علاقة بعناصر تنتمي إلى خلية إرهابية. وأسفر تفتيش منازل المعتقلين، الذين تتراوح أعمارهم مابين 22 و30 سنة، عن ضبط هواتف محمولة، وأقراص مدمجة وكتب دينية تدعو إلى "التطرف". كما اعتقلت عناصر الأمن بالحسيمة صاحب محل إنترنيت، يبلغ من العمر (30 سنة)، اتهم بأن عناصر "خلية العرائش" كانت تتردد عليه لولوج "مواقع محظورة". ورجح آنذاك وجود علاقة بين الموقوف وعناصر خلية محمد التي كانت تعتزم تنفيذ عمليات إرهابية في عدة مواقع داخل المملكة وخارجها". وكشفت التحريات أن المعنيين بالأمر كانوا يتنقلون إلى طنجة، والحسيمة، ومكناس، للقاء عدد من الإرهابيين المفترضين. وكانت هذه الاعتقالات بداية وقوف مصالح الأمن على حقيقة أن الخلايا الإرهابية شرعت في اعتماد أسلوب جديد، يركز على تخفيض عدد أعضاء كل مجموعة حتى لا تثير تحركاتهم ولقاءاتهم انتباه رجال الشرطة.