رغبة في مشاركة نجومنا المغاربة لحظاتهم الحميمة، وتقاسم خصوصيات حياتهم الشخصية، تفتح "المغربية" هذا الركن، لتعيش مع الفنانين المغاربة أجواء فصل الصيف بكل ما تحمله من لحظات متعة ومرح، وتسأل ببساطة "فين غادي تدوز الصيف ديالك". كيف يقضي بنحدو الصيف؟ للصيف خلال السنوات الأخيرة طعم روحاني، بحيث يصادف حلول شهر عظيم، وهو رمضان الكريم، الذي اعتبره أجمل فرصة لتجديد علاقتي مع خالقي، وأراجع فيه نفسي وهو، أيضا، فرصة للعمل حيث أشارك في عدة ملتقيات ومهرجانات تعني بفن الملحون، كما أجعله فرصة لإعادة الاعتبار، والتفكير في أعمالي الفنية من ناحيتي الشكل والمضمون، أن كما تعلمون الأغنية هي قبل كل شيء فكرة لها أبعاد جمالية وفنية وليست مبنية على الرقص والصراخ. كما أعكف على كتابة أشعار جديدة ذات عناوين طريفة تتماشى مع الصيف شهر المرح والانطلاق، وتبقى السباحة وأخذ حصة من حمام شمس ضرورة سنوية لا أحيد عنها، لما لها من فائدة صحية على جسم الإنسان، وشواطئ المملكة المغربية مغربية بحق نظرا لجمالها وعذريتها. ما هي المدن المغربية القريبة إلى وجدانك؟ من البديهي أن تكون مدينة الأصول هي الأقرب إلى وجداني، إنها المدينة التي يعود إليها الوالد والأجداد، وهي عاصمة الملوك المغاربة. العاصمة العلمية مدينة العدوتين القرويين والأندلس، مدينتي الحبيبة فاس، ولن تستغرب إن قلت لكم أن حرارتها الصيفية أعشقها، فلابد أن أزور سنويا جدي المولى إدريس الأزهر، وأمر من الرصيف رمز الخير والبركة وأتناول كوبا من "الرايب" قرب زاويتنا زاوية عائلة بنحدو، والمشاطية، وأتلذذ طعم المبردات ببوطويل، ثم أعرج لزيارة بيتنا القديم بحي المخفية الحي الأندلسي بامتياز، بعد هذه المدينة العتيقة، تأتي المدن المغربية جميعها في المرتبة الثانية لما أكن لها من حب وتقدير. وهكذا فإني أخصص بعض الأيام من كل عطلة لزيارة واحدة منها. أما المدينة التي ارتكن فيها إلى نفسي لهدوئها وطيبوبة أهلها فهي المدينة الأصلية أصيلة. نعرف أنك تخصص الصيف للكتابة، ما هو جديدك هذا الموسم؟ فعلا سبق، أن صرحت بأنني أخصص الصيف لكتابة الشعر والجزل، وذلك لما يوحي لي هذا الصيف عبر صفاء سمائه وعبر ما توفره لي لياليه من سمر وسهر، وأنهيت أخيرا من كتابة قصيدة تحمل عنوان "الشفار"، التي كتبتها بعد الحادثة الأليمة، التي تعرضت لها، ولا أدري ما هي العناوين الأخرى التي سأكتب، لأن الشعر هو الذي يكتبني، ويبقى مشروع تسجيل أو إعادة تسجيل القصائد العتيقة بصوتي هو ضريبة عملي، حيث أتممت قصيدة "عاري عليك يا محمد" للشاعر أحمد العوني، وأعكف حاليا على إخراج قصائد أخرى مثل الأغاني الملحونية، وأفتخر بأغنية "عز البلدان"، التي لحنها لي وقام بتوزيعها وعزفها ابني حمزة. ما هي المدن أو البلدان التي تعشق زيارتها؟ أنا من عشاق السفر ليس فقط داخل الوطن، لكن حتى خارجه، وذلك لما توفره لي من راحة نفسية واكتساب التجربة، والانفتاح على عقليات وحضارات وثقافات أخرى، والبلدان التي أفضل زيارتها هي فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، ففرنسا تمثل لي الحداثة، وإسبانيا تمثل لي الفردوس المفقود الأندلس، وإيطاليا تمثل لي الإنسان والفنون، وهي أيضا بلدان أشارك فيها ضمن حفلات ومهرجانات موسيقية مختلفة.