بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. فنانة 'الإبداع الحديث' الشعيبية طلال الحلقة الخامسة عشرة الفنانة التشكيلية الراحلة الشعيبية طلال احتفى العدد 12 من مجلة "الأفق" العربية ( نونبر 1987) بأعمال الفنانة الراحلة الشعيبية طلال من خلال حوار أنجزه الناقد الفني والصحافي محمود معروف، كشفت فيه ابنة اشتوكة عن انتظاراتها وأحلامها المستقبلية، ووصفتها المجلة بالطائر الحر. يعد المغرب من بين الأقطار العربية غنى وإبداعا في ميدان الفنون التشكيلية، ويحتضن أعلاما بارزة في مختلف مدارس هذه الفنون، من تجريدي وانطباعي وتعبيري ورمزي وواقعي وغيرها. إلا أنه يحتضن مدرسة تشكيلية استطاع رموزها الوصول إلى أشهر قاعات العرض في العالم. وهي مدرسة الفن الحديث أو الخام. الشعيبية ترفض قراءة الفن التشكيلي، لأن التشكيل بالنسبة لها قدرة على إخراج ما في الداخل من أفكار ومشاعر، ودراسة الفن تجعل الفنان أسير دراسته، وإذا خرج عن قوانينها يشعر بالخلل وعدم التوازن. التشكيل حرية، طائر يجب أن ينطلق في كل الاتجاهات. عندما تتحدث الشعيبية عن أعمالها والشهرة التي وصلت إليها تخبرك بعدد اللوحات التي بيعت لها، فالحكومة الفرنسية اشترت لوحة بعرض مترين ونصف المتر، وطول مترين ونصف المتر، والحكومة السويسرية اشترت أخرى بالحجم نفسه، وكذلك الحكومة التونسية وغيرها. والأمر كذلك مع لوحاتها المعروضة في أشهر القاعات العالمية. وتخبرك بفرح أن اللجنة الفرنسية اختارتها من بين 150 امرأة شاركن في معرض أيار (مايو) العالمي في باريس كأشهر امرأة تشكيلية، وأن لوحتها نسخت ك"بوستر"، ووزعت في كل شوارع باريس. ترد الشعيبية عمن يتهم أعمالها بالسذاجة وبعدم القيمة الفنية، بأن هذا "الاتهام لها، يهدف إلى تشويه صورة المغرب التشكيلية، وبأن على هؤلاء أن يخرسوا، لأن ألسنتهم أطول من قدرتهم، وأن أفكارهم ضيقة. الفن عمل إنساني يخرج من القلب، وأنا أرسم لوحاتي لأعبر عن حبي للأرض والإنسان دون أن أقلد أو آخذ شيئا من أوروبا". الشعيبية اليوم (57 سنة)، تنتقل بين مختلف عواصم العالم، لتقابل أبرز المسؤولين دون أن يتم الاتفاق على أنها فنانة كبيرة حقا، وهي تؤكد ذلك. أم أنها محاولات لتكبيرها لتغطي على الآخرين، وبين كل ذلك تجلس في قاعتها ألف باء في أحد شوارع الدارالبيضاء، التي فتحتها أمام مختلف الفنانين المغاربة لتحادث هذا أو ذاك بالفرنسية والإنجليزية، والإسبانية، بعد أن كانت لا تعرف من هذه اللغات حتى أحرفها الهجائية.