بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. فنانة 'الإبداع الحديث' الشعيبية طلال الحلقة الثالثة عشرة احتفى العدد 12 من مجلة "الأفق" العربية ( نونبر 1987) بأعمال الفنانة الراحلة الشعيبية طلال من خلال حوار أنجزه الناقد الفني والصحافي محمود معروف، كشفت فيه ابنة اشتوكة عن انتظاراتها وأحلامها المستقبلية، ووصفتها المجلة بالطائر الحر. يعد المغرب من بين الأقطار العربية غنى وإبداعا في ميدان الفنون التشكيلية، ويحتضن أعلاما بارزة في مختلف مدارس هذه الفنون، من تجريدي وانطباعي وتعبيري ورمزي وواقعي وغيرها. إلا أنه يحتضن مدرسة تشكيلية استطاع رموزها الوصول إلى أشهر قاعات العرض في العالم. وهي مدرسة الفن الحديث أو الخام. أثارت الناقدة الفنية وصاحبة أكبر رواق بألمانيا، أنا بيكل فون مراغت، في محاضرة ألقتها بمعهد "غوتي" بالدارالبيضاء، الاتجاه الحقيقي للفنانة الشعيبية، من خلال عمل صغير للراحلة، حيث زارت الشعيبية في بيتها، وقالت لها بالحرف حسب شهادة الحسين طلال "أنت فنانة متوحشة" من أعلام الإبداع الحديث. هذه الشهادة التي أتت من ناقدة فنية تزن كلامها، وتعرف أن كل لفظة لها معنى من المعاني، أنصفت الشعيبية وكانت خير جواب عن آراء أؤلئك، الذين يصنفون أعمالها في إحدى الخانات. وأكد طلال أن الناقدة الألمانية، فون مراغت، كانت محقة، وأبانت عن رؤية عميقة وموضوعية. وما يعزز هذا الرأي، رأي نقاد آخرين يعتبرونها مدرسة تعبر بصدق عن الفنان ذاته، الذي لن تسنح له الظروف للجلوس على مقاعد المعاهد والكليات التشكيلية، وأن أعمال هؤلاء الفنانين كألوان وأشكال، بقدر ما تحمل من سذاجة وطفولية، فإنها أيضا تؤشر على ما يملكه الفنان من قدرات إبداعية ومواهب وصدق. وأن الظروف البيئية التي عاشها هؤلاء الفنانون فرضت على أعمالهم ألوان الأرض، وما تخرجه من باطنها وما يسير عليها، من ألوان الزهور إلى الحيوانات والطيور والإنسان، وما يمثله من حالة اجتماعية، لا سيما أن هذا الإنسان رمز للبراءة، كونه ولد وترعرع في الريف متأثرا بمكوناته. الفنانة المغربية الشعيبية طلال، تعتبر اليوم من أبرز وأشهر فناني هذه المدرسة. فقاعات باريس ولندن ضاقت بأعمالها لتصل إلى مدريد، وكوبنهاغن، ونيويورك، وغيرها من عواصم الفن في العالم. كيف انطلقت هذه الفنانة تقول لمجلة "الأفق"، ببساطة في قرية اشتوكة ولدت بين خمسة أطفال مات والدهم دون أن تكون بلغت سن الطفولة، إلا أنها كانت تحمل في عينيها نظرات تختلف عن بقية من هم في سنها، ما دفع بأحد "الشوافة"، ليقول لوالدتها إن هذه الطفلة ستكون ذات شأن وأن العالم سيعرفها.