بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. الشعيبية.. الفن موهبة من الله الحلقة الثانية عشرة الشعيبية مع جاك لاسين في افتتاح معرضها برواق "عين البقرة" بباريس كشفت الشعيبية في حديث نادر لإحدى المجلات العربية عن طريقة أدائها فن الرسم، واختيارها الألوان وحبها للمغرب والفنانين الأجانب والمغاربة. الحوار أجرته الناقدة الفنية والصحافية صافيا مشري، نقتطف من فضائه ما يلي: هل أدخلت تطورا في رسوماتك مع الوقت؟ في البداية كنت أرسم نساء فقيرات ومدنا. اليوم لوحاتي أكبر حجما، وتتسع لشخوص أكثر عددا وألوانا وزهورا. لوحاتي مشاهد من الحياة اليومية. من المعروف أن لوحات الشعيبية تتميز بزهو ألوانها لكن نقطة قوى أخرى تتميز بتقنيتك هي الانحناءات الحاضرة دائما في لوحاتك؟ هذا صحيح، أنا أسعى إلى تدوير شخوص لوحاتي لتلطيف مشاهد الحياة. حتى عندما يكون الشخص الذي أرسمه حزينا أو قلقا، فإن مجرد تدوير الخطوط يلغي هذه المصاعب. وهذا يعني أن حزن شخوصي لا يترك صدمة لدى من يشاهدها. أما الألوان فأوزعها على اللوحة كما أحسها. الأصفر يمثل لي القمح، والأزرق سماء المغرب، وخطوط الحبر الصيني هي أجمل ماكياج. أنت اليوم امرأة ذات شهرة عالمية، هل غيرت الشهرة شيئا في حياتك؟ لا أبدا. أعتقد بكل إخلاص أنني لو لم أنجح في الرسم لكنت فعلت المستحيل لأنجح في حياتي في مجالات أخرى غيره. أكتفي بأشياء قليلة لأكون سعيدة. ومازلت كما في السابق امرأة بسيطة ومحترمة. عندما أبيع لوحاتي أعطي قسطا من المال للفقراء وللنساء المعوزات حولي، وبالطبع لعائلتي. إنها طريقتي لشكر الله، الذي وهبني الصحة والتفاؤل وهذه الموهبة الفنية. هل يمكن القول إن لوحاتك تتجه إلى النساء بشكل خاص؟ تتوجه للنساء والرجال أيضا. أنا لا أحب النساء الضعيفات وغير الراضيات واللواتي يبكين لأي سبب. أنا لم أعتد على ذلك. ورسوماتي تتوجه أولا إلى النساء القويات ذوات إرادة صلبة وقوية، ومحبات الحياة، رغم كل صعوباتها. أعتقد أن رسوماتي صلبة مثل ألواني التي تفقع كنظرة مباشرة وصريحة. أنا امرأة حساسة، لكنني قاسية قليلا، ومتمسكة بالكرامة، وأعتقد أن لوحاتي تعكس ذلك تماما. جدران منزلك مزينة بلوحات متنوعة جدا ومبتكرة. ما هي أسباب هذا الخيار؟ الرسام لا يجب أن يعيش مع رسمه فقط، بل يجب أن يظل منفتحا على كل ما يحدث في الخارج. ولهذا السبب تجدين لدي لوحات عديدة لرسامين إيطاليين، وفرنسيين، وتونسيين ومغاربة أحب أعمالهم. الشعيبية رسامة الحياة تنقلها بألوان جميلة، بكل مراحلها، من الصبا إلى الشيخوخة، مرورا بالولادة، وذلك برقة وقوة وسعادة أبدية تميزها. الفن للفن. هذا هو الأساسي والمهم عند الشعيبية.