علمت "المغربية" أن حادث مرور خطير وقع في الثانية والنصف من بعد ظهر أول أمس الأربعاء، على الطريق الجهوية رقم 3427، بين مدارة "المصور راسو"، وأزمور، على بعد أقل من كيلومتر من المدينة، إثر انقلاب شاحنة صهريجية كانت محملة ب23 طنا من حمض الكبريت. حادث انقلاب شاحنة صهريجية محملة بحمض الكبريت تدفق حوالي 8 أطنان من هذه المادة الكيميائية الخطيرة، القابلة للانفجار والاشتعال، على الطريق بمحاذاة محطة للبنزين. وحسب مصدر مطلع، فإن الشاحنة المحملة بحمض الكبريت كانت غادرت المنطقة الصناعية في الجرف الأصفر، في طريقها إلى الدارالبيضاء، عندما فقد سائقها السيطرة على القيادة، جراء عطب في العجلات الخلفية. وأوضح المصدر أن السائق أصيب بحروق بليغة، جراء احتكاكه بالشاحنة المنقلبة، التي كان حمض الكبريت يكسوها، ما استدعى نقله إلى المستشفى المحلي في أزمور. ولم تستبعد بعض المصادر أن تحيله السلطات الصحية على المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، نظرا لخطورة إصابته وحالته الصحية الحرجة. وسادت حالة استنفار وسط السلطات الأمنية والمحلية، في أعقاب هذا الحادث الخطير. ومكن تدخل رجال الدرك الملكي من الفرقة الترابية في أزمور من تفادي كارثة. ومنع المتدخلون الدركيون المواطنين من استعمال الماء، نظرا لما ينتج عن اختلاطه مع حمض الكبريت، وهو حمض معدني قوي، من تفاعل كيميائي خطير، يؤدي إلى انفجار واحتراق غير محسوب العواقب. وجرت الاستعانة بحوالي 3 أطنان من مادة فوسفاطية خاصة والأتربة، لدفن الكميات المتدفقة من حمض الكبريت، وإزالة مفعوله الخطير. تجدر الإشارة إلى أن لحمض الكبريت ميلا كبيرا للماء، وإذا مزج معه، تنطلق كمية كبيرة من الحرارة، لذلك، من الخطر عند تخفيف الحمض أن يضاف الماء إليه، لأن الحرارة الناتجة تعمل على تبخير الماء، فيدفع البخار بعض الحمض بقوة كبيرة. ومن ثمة، يجب إضافة الحمض بالتدريج إلى وعاء كبير من الماء، مع التحريك المستمر لتوزيع الحرارة. ويستطيع حمض الكبريت انتزاع الماء من المركبات، كالكربوهيدرات، إذ يحولها إلى كتلة إسفنجية من الكربون. ويذوب الحمض الكبريتي في الماء بجميع التراكيز.