تتواصل اليوم السبت وغدا الأحد، بمدينة الصويرة، فعاليات الدورة 16 من مهرجان كناوة موسيقى العالم، بإحياء حفلات فنية بخمس منصات في الهواء الطلق، يمتزج فيها أنغام الفن الكناوي بأنغام موسيقية متعددة. رقصة كناوية بامتياز قبل انطلاق الافتتاح الرسمي للمهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جرى استعراض الفرق الفلكلورية المشاركة في لوحات فنية مستوحاة من التراث الكناوي، في جولة فنية امتزج فيها الرقص والغناء بكافة ألوان الفن الكناوي وأزيائه التقليدية، لتعطى بعد ذلك انطلاقة الحفل الرسمي الذي شق طريقه نحو أسوار ساحة مولاي الحسن٬ إذ استحضر المشاركون من خلال الجولة رمزية التراث الكناوي وتجذره الراسخ عبر أزقة ودروب المدينة العتيقة للصويرة. وكانت أقوى لحظات المهرجان، العرض الفني، الذي قدم من خلاله المعلمون عمر حياة وسعيد كيو وعبد الكبير مرشان والبريطانية إيسكا، بمنصة مولاي الحسن، وصلات من الفن الكناوي، أتحفوا بها عشاقهم بباقة من أغانيهم المشهورة، ونجح المعلم عمر حياة في تقديم سهرة فنية مميزة حركت جنبات ساحة مولاي الحسن، تفاعل معها الجمهور القادم من مختلف مدن المملكة بالتصفيقات، في حين أطلقت النساء الزغاريد تعبيرا عن الأداء الجيد للمعلم عمر وأفراد مجموعته، التي قدمت لوحات فنية رسمها أفراد الفرقة بتموجات جسدهم شدت إليها أنظار المتفرجين، خصوصا السياح الأجانب. واستمتع الجمهور الحاضر، الذي تحدى البرد القارس الذي يجتاح مدينة الصويرة، خلال هذه الأيام، بإيقاعات وأنغام امتزج فيها الفن الكناوي بعدد من الألوان الموسيقية، ورقص الحاضرون في افتتاح فعاليات المهرجان على الإيقاعات الموسيقية، التي كسرت صمت هذه المدينة الساحلية الممتد طيلة السنة. وسيكون جمهور المهرجان، في ليل موكادور، وهو الاسم التاريخي لمدينة الصويرة، مع لحظات مميزة من الوصلات الفنية في كل المنصات طيلة أربعة أيام، ومواعيد مع الفنانين المعلم المختار غوينا، والمعلم علال السوداني والمعلم محمد كيو والمعلم حسن بوسو ومجموعة المعلم بومازوغ وغيرهم من أجل إرواء عطشهم لإيقاعات الروح الكناوية. ويتزامن افتتاح مهرجان كناوة موسيقى العالم٬ الذي يتواصل إلى غاية 23 يونيو الجاري٬ هذه السنة مع اليوم العالمي للموسيقى٬ التظاهرة الفنية والثقافية التي يتم الاحتفال بها في 116 بلدا٬ إذ ستشارك الصويرة في هذا الاحتفال العالمي من خلال احتضان عدد من فضاءات المدينة والشاطئ لحفلات موسيقية تحييها مجموعات موسيقية متعددة المشارب. وسيختتم مهرجان "كناوة موسيقى العالم"، مساء غد الأحد، بحفل ساهر يجمع بين المعلم باقبو والفنان الأمريكي ويل كالون، الذي يعد من أبرز العازفين على الطبل في العالم، في دويتو موسيقي يتيح للجمهور اكتشاف عالمين موسيقيين مختلفين في اللحظة نفسها. ولعب المهرجان الكناوي دورا كبيرا في تنمية مدينة الصويرة التاريخية، ذات الصيت السياحي الكبير، حيث ساهم في زيادة إقبال السياح، وكان سببا في رفد المدينة بمرافق وبنية تحتية قوية قادرة على استيعاب الكم الهائل من عشاق هذا اللون الموسيقي، الذين يتدفقون عليها من داخل المغرب وخارجه.