افتتحت، مساء أول أمس الخميس، بساحة مولاي الحسن بالصويرة، فقرات مهرجان كناوة موسيقى العالم في دورته 16، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 23 يونيو الجاري. أزولاي رفقة رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب وعامل إقليمالصويرة خلال استمتاعهم بعروض الفن الكناوي (خاص) وتميز حفل الافتتاح، الذي حضره أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، وعامل إقليمالصويرة، ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة البحرينية، وعدد من سفراء الدول المعتمدين بالمغرب، بحفل مزج بين عالمين موسيقيين مختلفين، نجح سحر كناوة في التقريب بينهما خالقا بذلك موسيقى كونية بامتياز، من خلال المزج بين الرقصات البحرينية والهوارية والكناوية. وشكل المعلم سعيد كيو والفرقة الإماراتية "النادي البحري للفنون الشعبية والسياحة"، وفرقة هوارة من تارودانت، ثلاثيا استثنائيا، أعطى للحفل الافتتاحي إيقاعات متعددة، وجعل منه لقاء عابرا للقارات. وتتواصل، اليوم السبت وغدا الأحد، فعاليات المهرجان بتقديم برنامج غني ومتنوع ينفتح على كافة الأنواع الموسيقية، من خلال إحياء مجموعة من الليلات الكناوية، بمشاركة العديد من المجموعات من مختلف مدن المملكة، بعدد من منصات العروض التي وضعتها إدارة المهرجان رهن إشارة عشاق الموسيقى، للاستمتاع بالإيقاعات الكناوية الممزوجة مع التراث الإفريقي والآسيوي والأمريكي. وانطلقت الدورة 16 بلوحة فنية مغربية أصيلة تجسدت في موكب افتتاحي تقليدي تشكل من عناصره الأساسية المعهودة، كناوة وعيساوة وحمادشة، من باب دكالة ليجوب أرجاء المدينة العتيقة وصولا إلى أسوار ساحتي المنزه ومولاي الحسن، في مزيج فني رائع بين مجموعة من الفرق الكناوية القادمة من مختلف مدن المملكة، في سمفونية من الألوان والأنغام والإيقاعات، حفاظا على الأصالة والتقاليد التي حرص المهرجان، منذ 15 سنة، على إحيائها. وخلال توقفهم بجوار أسوار ساحتي باب دكالة والمنزه، غازل معلمو كناوة، كما جرت العادة، أسماع عشاق الموسيقى الكناوية، مستعرضين مهاراتهم ومؤكدين أن كناوة، قبل أن تكون ألحانا وكلمات وأنغاما، هي أولا وأخيرا ثقافة تلتقي مع العالم. وأكد كل من المعلمين سعيد كيو وعبد الكبير مرشان وعمر حياة والفنانة البريطانية ايسكا، خلال حفل الافتتاح الذي تابعه جمهور غفير، تحدى قساوة البرد القارس، على أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم يبقى وفيا لنهجه الفني في المزج بين مختلف الإبداعات الإنسانية العالمية، والتفاعل الخلاق بين الثقافات والحضارات. وقبل الافتتاح الرسمي للمهرجان، أكد محمد الفراع، رئيس المجلس البلدي للصويرة، في كلمته الافتتاحية، أن مدينة الصويرة ساهمت في إشعاع الحداثة والانفتاح والتعايش والالتقاء حول القيم الإنسانية النبيلة، مضيفا أن 15 سنة من الجهد والإبداع ووجود المهرجان على الصعيد الفني العالمي أعطى للمدينة كذلك مكانتها المتميزة في ثقافة العالم وفنونه. وأشار الفراع إلى أن الصويرة راكمت من خلال مهرجانها كناوة وموسيقى العالم تجربة قيمة من المستوى العالي. ويعرف مهرجان كناوة في دورته 16 مشاركة عدد من الأسماء الفنية اللامعة في سماء الجاز، حيث ستتميز دورة هذه السنة، على الخصوص، بمشاركة عازف الساكسوفون الأمريكي ماسيو باركر، إلى جانب كبار معلمي الفن الكناوي المغربي في مزيج مع عدد من الفنانين الدوليين، ويستمر السفر في عالم الموسيقى الكناوية مع معلمين كناويين آخرين بفضاءات مختلفة، وسيكون الإبداع المغربي ممثلا بأنواع موسيقية مختلفة وراسخة في التراث المغربي. وتحتفي دورة هذه السنة بمجموعة من رموز الفن الكناوي، الذين فقدتهم الساحة الفنية خلال المدة الأخيرة، من قبيل الشريف الركراكي وباكو الذي ارتبط اسمه بمجموعتي جيل جيلالة وناس الغيوان، وعبد الله كينيا، بفضاءات مختلفة، كما سيجري الاحتفاء بالموسيقى بجميع أطيافها من طرف معلمين مغاربة وأسماء أخرى كبيرة، أعطت الكثير للموسيقى العالمية، وسيكون التنوع والحوار مرة أخرى ضيف شرف فوق العادة لهذه الدورة، حيث سيستمتع الجميع بموسيقى كناوة المميزة بأنغامها الصوفية والساحرة.