بدا تأثير مباريات ربع نهائي كأس أمم أوربا لكرة القدم واضحا على الحضور الجماهيري وبرمجة بعض فقرات مهرجان كناوة وموسيقى العالم بمدينة الصويرة، خاصة يومي الجمعة والسبت الأخيرين، اللذين صادفا إجراء مباراتي ألمانيا واليونان ثم فرنسا ضد إسبانيا.
وفضل الآلاف من زوار مدينة الصويرة حجز مقاعد لهم في مختلف مقاهي المدينة من أجل متابعة مباريات كأس أوربا، التي تزامن إجراؤها مع إقامة حفلات فنية بمنصتي مولاي الحسن و«ميديتيل».
ولم يحضر إلى حفل يوم الجمعة الأخير بالمنصة الشاطئية، الذي جمع بين المعلم كويو وفرقة «مايارا باند» لموسيقى «الفيزيون»، إلا العشرات، فيما فضل كثيرون مشاهدة مباراة ألمانيا واليونان، مما دفع المنظمين إلى تأخير صعود الفنانين إلى العاشرة و 10 دقائق ليلا، عوض الساعة التاسعة، من أجل ضمان حضور جماهيري أكبر، بعد انتهاء موعد المباراة.
وتكرر الأمر نفسه بمنصة مولاي الحسن أول أمس السبت، عندما لم يشاهد حفل فرقة «غونزالو روبالكابا تريو» من كوبا، سوى عدد قليل من المتفرجين، فيما امتلأت المقاهي المجاورة للفضاء، الذي احتضن الحفل بالمئات، الذين حرصوا على متابعة لقاء إسبانياوفرنسا.
ومباشرة بعد انتهاء المباراة، لوحظ ارتفاع كبير في عدد الجمهور، وهي اللحظة التي تزامنت مع صعود المعلم حميد القصري فوق خشبة مولاي الحسن.
واستقطب القصري، كعادته، جمهورا غفيرا، شأنه في ذلك شأن المعلم مصطفى باقبو، الذي قدم أول أمس السبت بالمنصة الشاطئية حفلا مميزا للمزج الموسيقي، جمعه بفرقة «بوب المغرب».
وصفق الجمهور للعرض الذي قدمه باقبو بمعية مغنين وعازفين شباب، ينتمون إلى مجموعات موسيقية في لون «الفيزيون»، أبرزهم محسن فولان، الذي يعزف على آلتي الرباب والكمان، والذي نجح في مسايرة المعلم باقبو في أداء أشهر الأغاني والإيقاعات الكناوية.
وفي فقرة أخرى، يمكن اعتبارها من بين أقوى لحظات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان كناوة، نجحت فرقة «هوبا هوبا سبيريت» في استقطاب عشرات الآلاف من محبيها إلى المنصة الشاطئية «ميديتيل»، حيث أدت المجموعة أشهر أغانيها التي تجاوب معها الحضور بشكل كبير، قبل أن تترك مكانها للمعلم حسن بوسو.
وفي اليوم السابق (الجمعة)، امتزج الفن الكناوي بعدد من الألوان الموسيقية خلال العروض الموسيقية، التي احتضنتها مختلف فضاءات المهرجان. فبمنصة ساحة مولاي الحسن، تقاسم فنانا «القاوالي» الباكستانيان فريد أياز وأبو محمد، شغف الأناشيد الصوفية والأذكار الروحية مع مجموعة عيساوة القادمة من مكناس.
وينحدر الأخوان أبو محمد وفريد أياز من أسرة قاوالي العريقة في باكستان ويؤديان فنهما منذ أزيد من ثلاثين سنة، إذ يعتبران مرجعا في الموسيقى ببلدهما وعبر العالم. أما مجموعة عيساوة المكناسية، التي سبق لها أن شاركت في العديد من المهرجانات بالمغرب والخارج، فقدمت ابتهالات الزاوية العيساوية من خلال الموسيقى والنغم.
كما أدت الفنانة المالية أومو سانغاري عرضا إلى جانب المعلم مصطفى باقبو، امتزجت خلاله أنغام «كنبري» المعلم المراكشي بصوت الفنانة القادم من عمق الثقافة الإفريقية.
وببرج باب مراكش، كان جمهور المهرجان على موعد مع حفل فني أحياه سفير المزج بين موسيقى الجاز وموسيقى كناوة المعلم حميد القصري، إلى جانب رباعي «سويتو كينش»، عازف الساكسوفون القادم من المملكة المتحدة مع الضيفة الخاصة إسكا، جمع بين أنغام كناوية وأنغام الجاز الممزوجة بالراب.