أكد المحجوب الهيبة، المندوب الوزاري لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين في الرباط، على الانخراط الاستراتيجي الثابت للمغرب في مجال حقوق الإنسان، الذي يتجسد من خلال تطور تفاعل المملكة مع النظام الدولي لتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وبشكل أكثر تحديدا مع آليات الأممالمتحدة، بما في ذلك الإجراءات الخاصة . أوضح الهيبة، خلال لقاء مع جوي نغوزي ايزيلو، مقررة الاممالمتحدة الخاصة لشؤون الاتجار بالبشر، ولاسيما النساء والأطفال، التي بدأت زيارة عمل للمغرب (17-21 يونيو الجاري )،أن هاته الزيارة تندرج في إطار مسلسل مستمر من انفتاح المغرب على الآليات الاممية لحقوق الانسان ولاسيما الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الانسان، كما تمثل فرصة للقيام بتقييم ذاتي للسياسات والاستراتيجيات الوطنية في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص. وأضاف أن زيارة نغوزي إزيلو تندرج أيضا، في إطار الحوار "التفاعلي" و"البناء" الذي دشنه المغرب في السنوات العشر الماضية، حيث مكنت العديد من الإجراءات الخاصة من القيام ببعثات، مما كان له وقع إيجابي على المجتمع الدولي. واستشهد الهبة، في هذا الصدد، بالمقرر حول حقوق المهاجرين (2003) ومجموعة العمل حول الاختفاءات القسرية وغير الطوعية (2009)، ومؤخرا، المقرر الخاص حول مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. ولم يفوت الهيبة الفرصة للتذكير بالمكتسبات التي كرسها الدستور الجديد، بما فيها الانخراط في حقوق الانسان كما هو متعارف عليها عالميا، وسمو الاتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل المغرب على القانون الداخلي، وحظر جميع أشكال التمييز وإحداث مؤسسات الحكامة وتنظيم حقوق الإنسان والتنمية المستدامة. وحرص المندوب الوزاري على التذكير أيضا، بوضع المغرب لاستراتيجية جديدة "الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر"، التي تتمحور حول ثلاث محاور رئيسية هي: الوقاية ومحاربة الشبكات والحماية. من جانبها، قالت نغوزي إزيلو خلال هذا الاجتماع، الذي حضره ممثلو المصالح الوزارية المعنية بالموضوع، أن زيارتها للمغرب تروم بحث الجهود التي بذلتها المملكة في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص، وبالتالي بلورة التوصيات الكفيلة بتطوير هذه التدابير. وصرحت للصحافة في هذا الصدد،أن الاتجار بالاشخاص هو شكل حديث من أشكال الرق الذي يؤثر على جميع بلدان العالم بما في ذلك المغرب، باعتباره مصدرا للعبور، ووجهة لتدفقات الهجرة. وخلال إقامتها بالمغرب، من المقرر أن تجري جوي نغوزي ايزيلو، مباحثات مع العديد من المسؤولين الحكوميين وممثلي المجلس الوطني لحقوق الانسان والمجتمع المدني. كما ينتظر أن تتوجه، في إطار هذه الزيارة، الى كل من طنجة والدارالبيضاء والداخلة.