على هامش المنتدى الثامن للسياحة، الذي نظم يوم السبت الماضي، بالداخلة، تم تفعيل خارطة الطريق الجهوية للتنمية السياحية لجهة واد الذهب الكويرة، عبر التوقيع على البرنامج العقد الجهوي الخاص بالجهة. وزير السياحة المغربي لحسن حداد في هذا الإطار، أفاد بلاغ لوزارة السياحة، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنه بعد مشاورات بين إدارة السياحة، والسلطات المحلية، والمنتخبين والقطاع الخاص، جاء هذا البرنامج ليرسخ رؤية 2020، كبرنامج وطني للتنمية السياحية لجهة واد الذهب الكويرة. وتعتبر واد الذهب الكويرة جهة نقطة التقاء الصحراء والمحيط، وستتم تنميتها السياحية، في إطار منطقة "الجنوب الأطلسي الكبير"، التي تضم إقليمي "آوسرد"، و"واد الذهب". ويتجلى طموح الجهة في جلب السياح، الذين يبحثون عن تجربتين للسفر، تتمثلان في السياحة البيئية على مستوى البحيرة الداخلية للداخلة، وممارسة الرياضات البحرية على الشواطئ الخارجية الأطلسية. وبذلك ستتموقع جهة واد الذهب الكويرة على مستوى المنتوجات المحلية المرتكزة على الموروث الطبيعي والشاطئي، صحراء وشاطئا. وسوف يتمحور عرض الجهة أساسا حول تثمين منتوجين سياحيين لهما قيمة مضافة عالية، ويتعلق الأمر بالسياحة الرياضية، نظرا للظروف المناخية الملائمة للخليج (شمس ورياح)، و"المنتجات السياحية ذات القيمة المضافة العالية" التي تمزج بين الصحراء والبحر، عبر إحداث منتجع بيئي ووحدات إيوائية متخصصة طبيعية. ويتمثل طموح الجهة في إنشاء 3 آلاف و200 سرير إضافي، لتصل الطاقة الإيوائية الإجمالية إلى 3 آلاف و800 سرير، لجلب ما يقارب 114 آلاف سائح في أفق 2020. وفي هذا الإطار تم تحديد 21 مشروعا من قبل الأطراف المعنية، من أجل تنمية المنتوج على مستوى الجهة. وتتكون هذه المشاريع من مشروع هيكلي، ومن 20 مشروعا تكميليا، من شأنها إغناء وتكثيف نسيج العرض السياحي الجهوي. وسيتم في هذا الإطار، رصد استثمار إجمالي يقدر ب 5236,5 مليون درهم ، سيمول القطاع الخاص 96,6 في المائة منها أي ما يعادل 5061 مليون درهم. وتطمح جهة واد الذهب الكويرة، للتموضع كوجهة سياحية فريدة على مستوى المشهد السياحي المغربي، عبر تقديم تجربة فريدة للمسافرين، مع التركيز على السياحة البيئية والمستدامة. وسيسمح هذا الطموح بتميز الجهة، مقارنة مع منتوجات سياحية أخرى، عبر تقديمها لمنتجات سياحية ذات قيمة مضافة عالية. ففي أفق 2020، من المتوقع أن أكثر من 70 في المائة من سياح المنطقة سيأتون من ثلاث أسواق مستهدفة هي فرنسا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة. ولمواكبة هذا الطلب، سيتم تفعيل خطة عمل خاصة بكل سوق مستهدفة وتجسيدها في عمليات التسويق المشترك وحملات الإشهار بهدف الاستجابة لطموحات الجهة. ولتحقيق أهداف رؤية 2020 سترتفع عدد الرحلات الأسبوعية لتصل إلى 13 تردد. بحيث ستمكن هذه الرحلات الجوية المنتظمة الجديدة، من الربط بين الجهة وثلاث عواصم أوروبية هي باريس، مدريد، ولندن. كما ستشكل هذه العواصم، محاور إقليمية لربط الداخلة بأهم الأحواض المصدرة للسياح بالمدن الأوروبية الكبرى. ولتقوية سلسلة القيم السياحية لجهة واد الذهب الكويرة، ترى وزارة السياحة ضرورة تشجيع خلق المقاولات لتقوية العرض السياحي خاصة في مجال الإيواء، والرفاهية والتجارة العصرية. فعلاوة على خلق مناصب الشغل يكمن رهان هذا الورش في العمل على إنشاء حوالي 75 مقاولة صغيرة ومتوسطة ومقاولة صغيرة جدا، وخلق نحو 500 منصب شغل في جهة وادي الذهب لكويرة. وترتقب الوزارة بهدف تقوية عرض "سياحة الطبيعة" لجهة وادي الذهب لكويرة، تنفيذ العديد من المشاريع السياحية البيئية والمستدامة بالجهة. وستسهر هذه المشاريع على توفير عرض إيوائي ايكولوجي مستديم ومحافظ عل البيئة، وبالتالي، فهي تجسد الرغبة في جعل جهة وادي الذهب لكويرة وجهة رائدة للتنمية المستدامة. ومن أجل تفعيل تموضعها وبلوغ أهداف نموها، ستعتمد جهة وادي الذهب لكويرة على تنمية منتوجها السياحي، عبر إطلاق مجموعة من المشاريع تندرج في أربعة برامج لعلها " التنشيط والرياضة والترفيه"، و"المخطط الأزرق 2020"، و"السياحة البيئية والمستدامة"، و"المنتجات السياحية ذات القيمة المضافة العالية". المشاريع المهيكلة للجهة يكمن الرهان الرئيسي للجهة في تثمين مواردها الطبيعية وموروثها الثقافي، وسيتم لهذه الغاية، إنجاز مشروع هيكلي يتطلب استثمارا بقيمة 4 آلاف مليون درهم، ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج "المخطط الأزرق 2020"، الذي يهدف إلى إكمال العرض الشاطئي الحالي، عبر إنشاء محطات سياحية جديدة، أكثر تنافسية على الصعيد العالمي. وسيتم في هذا الصدد إحداث منتجع ايكولوجي في الداخلة، على شكل محطة بيئية من الجيل الجديد، توفر ألفي سرير، في موقع كرارت فرتات، الواقعة في جماعة العركوب بإقيلم وادي الذهب. وستشيد هذه المحطة على مساحة 600 هكتار باستثمار إجمالي بقيمة 4 ملايير درهم، خلال فترة 2015-2020، وسيتم تمويل جل هذا الاستثمار من قبل القطاع الخاص. مشاريع تكميلية للجهة من أجل إتمام العرض السياحي للجهة، تم تحديد 20 مشروعا مكملا باستثمار إجمالي يصل إلى 1236.5 مليون درهم. سيتم إحداث هذه المشاريع في إطار برامج "التنشيط والرياضة و الترفيه"، و"السياحة البيئية والمستدامة"، و"المنتجات السياحية ذات القيمة المضافة العالية". برنامج التنشيط و الرياضات والترفيه من أجل تثمين موارد الجهة تم تحديد عدد المنتوجات الثقافية والرياضية التي سيتم الشروع في إعدادها، ابتداء من 2013 إلى غاية 2018، وتتمثل هذه المنتوجات في إنشاء وحدة استقبال ملائمة للمسنين، في العركوب، مخصصة لاستقبال متقاعدين أوروبيين، خلال مدة إقامة تتراوح بين شهر و 6 أشهر. وتهيئة مركز وطني للسياحة والرياضات المائية في العركوب، كوحدة للترفيه، للتأطير وللتكوين في عدة أنشطة مائية، وتحويل ميناء مدينة الداخلة القديم إلى ميناء ترفيهي (مارينا، وتنظيم مدارات في الصحاري على ظهور الجمال أو على متن سيارات رباعية الدفع في المجالات الخلفية للإقليمين، وتهيئة منتزه حضري في إقليم وادي الذهب، إلى جانب أوراش بنيويى سياحية أخرى. برنامج "السياحة البيئية و المستدامة" يضم هذا البرنامج 9 مشاريع على مستوى الجهة، وسيتم الشروع في إعدادها ابتداء من 2013 إلى غاية 2017. وتتمثل المجموعة الأولى من المشاريع في خلق وحدات إيوائية ذات طابع طبيعي مبنية وفقا للخصائص البيئية، خيمات دائمة ومستقرة من الطراز الرفيع، تتخللها حفلات موسيقية في الصحراء وفنون شعبية محلية، في المجال الخلفي للداخلة. كما يضم قرية ايكولوجية في بورطو ريكو، مصممة على شكل مجموعة من الوحدات الفندقية والسكنية، منتشرة على مساحات طبيعية شاسعة، ومخيمات ايكولوجية في كل من العركوب، أوسرد وبئر قندوز، مقترنة بعرض للرحلات الاستكشافية للتراث الأثري والطبيعي، وملاجئ مرحلية في كل من العركوب، وأوسرد، وبئر قندوز وبئر انزاران، تمنح فرصة للتعرف عن قرب على الطبيعة و على الساكنة المحلية. وتتمثل المجموعة الثانية من المشاريع في تهيئة وتنمية الموارد الطبيعية والثقافية للجهة، حتى تصبح أكثر جاذبية وسهلة الولوج للسياح. برنامج "المنتجات ذات القيمة المضافة العالية" يهدف هذا البرنامج إلى خلق عرض ترفيهي غني ومتنوع وتكميلي للبنية التحتية السياحية الأساسية. وتم في هذا الإطار، تحديد مشروعين خلال الفترة ما بين 2014 – 2017، ويتعلق الأمر بمركز علاجي في الداخلة يستخدم مواد محلية عالية المستوى، ومحطة صحية للعلاج المراري في موقع تاوطة.