(من مبعوثي الوكالة) تضع رؤية 2020 للسياحة قضية التنمية المستدامة والبيئة على رأس أولوياتها على اعتبار أنها تتضمن استثمار المؤهلات والثروات الطبيعية والثقافية لفائدة النمو السوسيو اقتصادي لجميع جهات المملكة. وتعتمد هذه الاستراتيجية التي تم تقديمها أمس الثلاثاء بمراكش أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، خلال المناظرة الوطنية العاشرة للسياحة، على ثمان مناطق ترابية تمثل التناسق السياحي والجاذبية الضرورية لتموقع دولي. وهكذا سيتمحور العرض السياحي حول هذه الوجهات المؤهلة لتثمين المؤهلات السياحية لجميع مناطق المملكة. وهناك منطقتين لتثمين العرض الشاطئي المغربي على الساحلين الأطلسي والمتوسطي، سيتم تعزيزها عبر إستكمال إنجاز مشاريع «المخطط الأزرق » وتطوير منتوجات جديدة في الجنوب وهي « سوس-الصحراء الأطلسية»، التي تشمل مواقع أكادير ونواحيها (تافراوت إموزار إداوتنان) العيون وكلميم، إضافة إلى "المغرب المتوسطي" كمنتوج يجمع كل من مواقع السعيدية، مرشيكا وكلا إريس، ويعمل على تثمين البعد المتوسطي للمغرب، جامعا بين الترفيه والتنمية المستدامة. كما تركز الأربع مناطق الأخرى على العرض الثقافي الثري، الذي يثمن كل الموارد المادية والمعنوية للمغرب بشكل خاص، عبر تعزيز الوجهات المألوفة وتطوير محطتين للتنمية هما "مراكش الأطلسي" المرتكزة على وجهات مراكش وتبقال والصويرة، الذي يعززعرضه ليظل بوابة المغرب الأنيق والأصيل في نفس الوقت فيما يشكل "مغرب الوسط" وجهة السفر نحو مصادر الثقافة و التاريخ والراحة، بفضل تناسق قوي بين مواقع فاس ومكناس وإفران. ويتعلق الأمر أيضا ب "رأس الشمال" و"وسط الأطلسي". وأخيرا منطقتين تعتبران واجهة للمغرب في مجال التنمية المستدامة من خلال تثمين مواقع طبيعية واستثنائية بالمغرب وهما "جنوب الأطلسي الكبير"، الذي يتمحور حول الموقع الاستثنائي للداخلة، و"الأطلس والوديان" المتمركز حول ورزازات، والوديان والواحات والأطلس الكبير، والذي سيسمح للوجهة بأن تتموقع كوجهة مشعة للسياحة البيئية والتنمية المتوسطية المستدامة. +إجراءات لدعم التمويل من أجل استثمار مدعم ومستدام في القطاع+ لتجاوز الإكراهات في ما يخص الحصول على الموارد المالية، ستضع رؤية 2020 أداة لتعبئة الاستثمار الوطني والدولي تتمثل في الصندوق المغربي للتنمية السياحية الذي سيجسد الانخراط الإرادتي للدولة. وسيشارك هذا الصندوق الذي سيتم تمويله بشكل أولي من طرف الدولة في المشاريع السياحية الرئيسية بالمغرب، كما سيمكن من توجيه تدفق الاستثمارات نحو أصناف جديدة من المنتوجات والوجهات السياحية. ولدعم الاستثمار وتوجيهه نحو المناطق الأقل نموا أو المناطق التي توجد في طور النمو أو بصدد البحث عن فرص جديدة للنمو، سيتم رصد تحفيزات للاستثمار، تأخذ بعين الاعتبار مستوى المجازفة حسب وجهة نظر المستثمر وحسب نوعية المنتوجات و الوجهات. ويلتزم القطاع البنكي بمواكبة إنجاز رؤية 2020 عبر تعبئة مبلغ 24 مليار درهم من التمويل البنكي للمشاريع الاستراتيجية في إطار رؤية 2020. +رؤية 2020 والسياحة الإيكولوجية + وستأخذ هذه الاستراتيجية الجديدة بعين الاعتبار الإكراهات المائية والطاقية التي يعرفها المغرب مع اتخاذ كافة التدابير والمبادرات الكفيلة بالمحافظة على موارده ومؤهلاته الطبيعية . ومكنت دراسة مستويات الكثافة السياحية لكل وجهة ضمن رؤية 2020 من تحديد مستوى سياحي لا يمكن تجاوزه من أجل تفادي تدهور النظم البيئية، والتأثير السلبي على المجتمعات المحلية . وتمثل المواقع الرئيسية المغربية كثافة سياحية أقل، والتي تقدر من حيث تأثيرها الاجتماعي والثقافي، أو تأثيرها على البيئة . وتبقى وجهات المغرب مقارنة بالمناطق السياحية الرئيسية بضفتي المتوسط، الأماكن الأكثر جودة . + برامج مهيكلة من أجل مجموعة متنوعة من المنتجات + وقد تم، في إطار رؤية 2020 ، وضع ستة برامج تهم السياحة الثقافية والشاطئية و الطبيعية ، مع اعتماد التنمية مستدامة كأساس، واستكمالها ببرامج ترتكز على مناطق قروية ذات قيمة مضافة عالية من أجل الرفع من جاذبية الوجهات . ويتعلق الأمر ب" المخطط الازرق 2020 "، من أجل عرض شاطئي حقيقي للمغرب، ذات قدرة تنافسية على الصعيد الدولي، و"برنامج غرين إيكو /التنمية المستدامة" من أجل تثمين الموارد الطبيعية والقروية مع المحافظة والحرص على احترام الأصالة السوسيواقتصادية لمبنيات الاستقبال، مع منحهها منافع اجتماعية واقتصادية. كما يتعلق الأمر ب" برنامج التراث والموروث" لتثمين الهوية الثقافية للمغرب من خلال هيكلة وثمين الموروث المادي وغير المادي للمملكة ووضع منتوجات سياحية متناسقة وذات جاذبية، وكذا "برنامج التنشيط والرياضة والترفيه" من أجل خلق عرض تنشيط غني ومتنوع ومكمل للبنيات التحتية السياحية الأساسية . وتتعلق هذه الاستراتيجية كذلك ب "برنامج السياحة القروية ذات القيمة المضافة العالية" في أفق جعل المغرب وجهة دولية جديدة لسياحة الأعمال، و"برنامج بلادي" للاستجابة لتطلعات المغاربة من خلال منحهم منتوج ملائم مع الأخذ بعين الاعتبار عادات وطرق سفرهم. ويسعى المغرب لكي يصبح أحد الوجهات العالمية ال20 الكبرى في أفق 2020. وإلى جانب أهدافها التنموية، تعتبر رؤية 2020 خطوة استراتيجية لتثمين المؤهلات الطبيعية والثقافية والإنسانية للمملكة في إطار احترام لعدد من القيم الأساسية، في مقدمتها الاستدامة.