أشرفت الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية لتاونات، بشراكة وتعاون مع التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أخيرا، على يوم دراسي وطني حول موضوع "واقع وآفاق الأنشطة المدرة للدخل وسبل تطويرها". جانب من فعاليات اليوم الدراسي جرت فعاليات اللقاء في إطار دعم الإدماج الاقتصادي وخلق فرص الشغل لفائدة النساء والشباب عن طريق الأنشطة المدرة للدخل، بهدف تقليص نسبة الفقر ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، تماشيا مع مضامين المذكرة التوجيهية للمرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2011-2015. أسفرت أشغال اليوم الدراسي الوطني حول واقع وآفاق الأنشطة المدرة للدخل وسبل تطويرها، بتاونات،عن جملة من المقترحات والتوصيات، من بينها، المطالبة بتسريع إخراج الإطار القانوني الجديد المنظم للتعاونيات إلى حيز الوجود، ودعم البنيات التحتية للجماعات القروية التي تعاني العزلة لتسهيل عملية الولوج إلى المناطق والدواوير، ودعم التكوين وتقوية قدرات الجمعيات والتعاونيات الفاعلة في مجال الأنشطة المدرة للدخلن للرفع من الإنتاجية وضمان استمرارية المشروع مع الابتكار والانفتاح على التجارب الناجحة لبعض الأقاليم الأخرى، حسب ما أورده بلاغ من قسم التواصل بعمالة تاونات. في السياق ذاته، أفاد عبد الرحيم الوالي، رئيس مصلحة التواصل بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تاونات ل"المغربية"، أن اليوم الدراسي تناول موضوع إحداث فضاء تابع لمغرب تسويق (متاجر تضامنية منصفة) بالإقليم على غرار المتاجر التي أحدثت ببعض العمالات والأقاليم لدعم الجمعيات والتعاونيات في مجال التسويق، وكذا المطالبة باستفادة الإقليم من تجربة مركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية. من جهة أخرى، ذكر الوالي أن اليوم الدراسي تطرق إلى ضرورة دعم ومصاحبة الجمعيات والتعاونيات من طرف المصالح الخارجية المعنية والمؤسسات العاملة في القطاع، وفي هذا الإطار سيتم إحداث خلية خاصة بالأنشطة المدرة للدخل على مستوى المديرية الإقليمية للفلاحة أو تخصيص يوم في الأسبوع لاستقبال طلبات اقتراحات مشاريع الأنشطة المدرة للدخل المقدمة من طرف الجمعيات والتعاونيات لإنجاح مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وطالب المتدخلون أثناء الأشغال بتخفيض نسبة مساهمة الجمعيات والتعاونيات في المشروع، المحددة في 30 في المائة لضعف مدخولهم وصعوبة توفير الغلاف المالي المطلوب منهم، وتشجيع المبادرات الفردية والانخراط في شركات الأشخاص لسهولة المساطر المتعلقة بإحداثها، مع وجوب دعم المشاريع في كل المراحل المتعلقة بالإنتاج والتحويل والتسويق، مع تنظيم ورشات خاصة بالأنشطة المدرة للدخل حسب نوعية هذه المشاريع. إلى جانب تنظيم يوم إخباري تحسيسي على مستوى إقليم تاونات حول المخطط الجهوي للنهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني لجهة تازةالحسيمة تاونات، الذي جرى إعداده من طرف الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة، الرامي إلى تنمية الاقتصاد الاجتماعي محليا من خلال تشجيع المبادرة المحلية. كما اختتمت أشغال هذا اللقاء بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بشأن مواكبة هذه الأخيرة لحاملي مشاريع الأنشطة المدرة للدخل المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وللإشارة، يبلغ عدد مشاريع الأنشطة المدرة للدخل المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز أو المصادق عليها على مستوى إقليم تاونات خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 و 2013 ما مجموعه 157 مشروعا، رصد لها غلاف مالي إجمالي يفوق 28 مليون درهم ، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ مالي يفوق 20 مليون درهم، كما يقدر عدد المستفيدين منها بما يفوق 4 آلاف مستفيد ومستفيدة. تظافر الجهود توفيرا للظروف الملائمة لتحفيز السكان على الانخراط في النشاط الاقتصادي المحلي من خلال تطوير الأنشطة المدرة للدخل في إطار مؤسسات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ذكر حسن بلهدفة، عامل الإقليم ورئيس الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية، بأهمية ودور الأنشطة المدرة للدخل المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في التشغيل الذاتي والاقتصاد الاجتماعي، التضامني وإدماج النساء والشباب في النسيج الاقتصادي والاجتماعي ثم تحسين مستوى معيشتهم. وأشار إلى الأهمية التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للأنشطة المدرة للدخل، إذ خصصت بموجب المذكرة التوجيهية للمرحلة الثانية من عمر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2011 – 2015 نسبة 40 في المائة من الاعتمادات المخصصة للبرنامج الأفقي للأنشطة المدرة للدخل. كما طالب عامل الإقليم أثناء كلمة افتتاح اليوم الدراسي بتظافر جهود جميع المتدخلين، خصوصا المصالح الخارجية المعنية والمؤسسات العاملة في القطاع لمصاحبة ومواكبة الجمعيات والتعاونيات الحاملة للمشاريع ومساعدة الجمعيات والتعاونيات غير المستفيدة في تكوين ملفات اقتراحات المشاريع، مضيفا أن أبواب مصالح العمالة مفتوحة في وجه جميع المهتمين والفاعلين قصد مساعدة وإرشاد وتوجيه الجمعيات والتعاونيات. كما حضر اليوم الدراسي إلى جانب عامل الإقليم، المنسق الوطني المساعد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وممثلة الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة، والمدير التنفيذي لمركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية، والمدير العام لمغرب تسويق، والمدير الجهوي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، والمدير الجهوي لمكتب تنمية التعاون، بالإضافة إلى ممثلي أقسام العمل الاجتماعي لبعض عمالات وأقاليم المملكة وأعضاء الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية والمنتخبين وكذا الجمعيات والتعاونيات المحلية المستفيدة من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى جانب بعض المختصين. يشار إلى أنه من بين العروض التي قدمت في اليوم الدراسي، عرض المنسق الوطني المساعد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية حول موضوع: "الأنشطة المدرة للدخل: الأسس، الحصيلة الإجمالية، التقييم، التوجهات والآفاق المستقبلية". وعرض مديرية إنعاش الاقتصاد الاجتماعي بالوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة حول موضوع: "التعاون محرك لتطوير الأنشطة المدرة للدخل"، إضافة إلى عرض رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة حول حصيلة الأنشطة المدرة للدخل المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم تاونات خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 – 2013 ، وتقييم المشاريع المنجزة خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 – 2012 ، مع الإكراهات واقتراحات حلول عملية، وكذا عرض بعض المشاريع الناجحة.