شكل موضوع "واقع وآفاق الأنشطة المدرة للدخل وسبل تطويرها" محور يوم دراسي وطني احتضنه، أخيرا، مقر عمالة إقليم تاونات، وشارك فيه ممثلون عن أقسام الأعمال الاجتماعية بعدد من عمالات أقاليم المملكة، فضلا عن ممثلي المصالح المركزية المعنية بورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ترأس هذا اليوم الدراسي، الذي عرف حضور ثلة من ممثلي الجمعيات والتعاونيات المستفيدة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حسن بالهدفة، عامل إقليم تاونات، الذي أبرز، في معرض مداخلتيه في افتتاح واختتام هذا اليوم الدراسي، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد ورشا ملكيا ومشروعا مجتمعيا مفتوحا باستمرار، وفلسفة رائدة تهدف إلى تقليص نسبة الفقر ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي وصيانة كرامة المواطن. وأكد على الأنشطة المدرة للدخل تبقى قطب الرحى في صلب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وطلب، في هذا الصدد، فعاليات المجتمع المدني، التي حضرت هذا اليوم الدراسي، اقتراح مشاريع خلاقة واقتحام بعض القطاعات الجديدة الموفرة لفرص الشغل لمختلف الفئات المجتمعية، كما اقترح إحداث "ربيرطوار" لنماذج المشاريع الناجحة المدرة للدخل، التي تم إحداثها في إطار المبادرة على الصعيد الوطني للاستفادة منها من طرف حاملي المشاريع. وفي معرض تقديمه لتجربة إقليم تاونات حول حصيلة المشاريع المدرة للدخل، التي تم إحداثها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد إقليم تاونات، قال خالد العسري، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة تاونات، إن عدد المشاريع التي تم إحداثها في هذا الإطار بلغت 157 مشروعا، بغلاف مالي إجمالي يفوق 28 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ مالي يفوق 20 مليون درهم، واستفاد منها ما يفوق 4000 مستفيد ومستفيدة، من بينها مشاريع تثمين التين والزيتون وتربية النحل وتربية الأبقار، وأخرى في قطاع الصناعة التقليدية والأعشاب الطبية والعطرية، همت مختلف جماعات إقليم تاونات. من جانبه، قال المتدخل باسم قسم العمل الاجتماعي ببركان، لدى تقديمه لتجربة إقليمبركان في ما يخص حصيلة المشاريع المنجزة في إطار الأنشطة المدرة للدخل، أن إقليمبركان عرف ميلاد عدد من المشاريع الناجحة في هذا الإطار كإحداث مخبزة لفائدة النساء الأرامل من طرف الاتحاد النسائي ومشروع تسمين الخروف وتطوير سلالة بني كيل، ومشروع زيت الأركان في إطار تعاونية محجوبة النسائية، ومجبنة بجماعة تافوغالت لإنتاج جبن الماعز بشراكة مع وكالة المناطق الشرقية. وتحدث ممثل قسم العمل الاجتماعي بالرشيدية عن أهمية تثمين المنتوجات المحلية في خلق مشاريع مدرة للدخل، حيث تبنت الهيأة الإقليمية للتنمية البشرية بالرشيدية عددا من المشاريع في هذا الشأن، كما هو الشأن النسبة لوحدة تخزين وتعليب وتبريد التمور بطاقة استيعابية تناهز 50 طنا، والتي تم إنجازها بالرشيدية بكلفة إجمالية تناهز مليون و400 ألف درهم، ووحدة لعصر الزيتون وتحسين جودة الزيت بكلفة 470 ألف درهم، ووحدة لعصر التفاح بكلفة مليون و100 ألف درهم، ووحدة صغيرة لإعداد عجين التمر بكلفة 70 ألف درهم. أما ممثل قسم الشؤون الاجتماعية بشفشاون فقد وصف حصيلة إقليمشفشاون بالإيجابية، في ما يخص المشاريع المدرة للدخل، وتحدث عن كون إقليمشفشاون قبل إحداث إقليموزان وإلى حدود سنة 2010 استفاد من 10 مشاريع مدرة للدخل في قطاع الصناعة التقليدية بكلفة تناهز 10 ملايين درهم، و9 مشاريع في قطاع الزيتون بكلفة فاقت 12 مليون درهم، فضلا عن إحداث مشاريع أخرى تهم المنتوجات المجالية، من بينها إنتاج العسل والكسكس والصيد البحري ب29 مشروعا بكلفة تفوق 33 مليون درهم. وقال ممثل قسم العمل الاجتماعي بشفشاون بأن الإقليم شهد إحداث عدة مشاريع نموذجية، من بينها مشروع تعاونية النجاح لتجفيف التين، ومشروع صياغة المجوهرات بمدينة شفشاون، وورشة للحياكة لفائدة جمعية تارغة للمرأة المنتجة الذي استفادت منه 9 نساء بشكل مباشر و20 امرأة أخرى بشكل غير مباشر. وتدخل خلال هذا اليوم الدراسي الوطني حول الأنشطة المدرة للدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ممثل التنسيقية الوطنية للمبادرة لوطنية للتنمية البشرية وممثل وزارة الشؤون العامة والحكامة، وممثل حساب تحدي الألفية، وممثل مركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية وممثل مكتب التسويق والتصدير، وممثل وكالة إنعاش التشغيل والكفاءات، هذه الأخيرة وقعت لاتفاقية شراكة مع الهيأة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتاونات من أجل دعم ومواكبة حاملي المشاريع في إطار المبادرة، وقد أجمع جميع المتدخلين، كل واحد من موقعه، على أهمية ما تم تحقيقه من إنجازات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من مشاريع مدرة للدخل. ميكو: شرعنا في تسويق أكثر من 1600 منتوج للاقتصاد التضامني بالمغرب والخارج على هامش هذا اليوم الدراسي، قال نجيب ميكو، المدير العام لمجموعة "مغرب تسويق" (مكتب التسويق والتصدير)، في تصريح له ل"المغربية"، بأن مجموعة "مغرب تسويق" شرعت في إحداث فضاءات مفتوحة على طول السنة لعرض منتوج التعاونيات والجمعيات، بحيث سيتم فتح هذه الفضاءات بجميع المدن الكبيرة والمتوسطة بالمغرب، وذلك لتقريب المنتوج الجيد للاقتصاد التضامني من المستهلك المغربي، مضيفا بأن المجموعة لن تقف عند هذا الحد بل ستعمل على تصدير المنتوج نحو الخارج. وأضاف نجيب ميكو أنه أصبح متاحا للمستهلك المغربي الذي لا يوجد بقريته أو بمدينته متجر من متاجر التجارة التضامنية أن يشتري منتوج التعاونيات والجمعيات انطلاقا من الموقع الإلكتروني "بلاد الخير"، والمجموعة هي من تتكفل بإيصال المشتريات إلى منزل المستهلك. أما بالنسبة للتصدير، فأوضح ميكو أنه تم وضع وسيلتين للانفتاح على الأسواق الخارجية، أولا، اعتماد التجارة الإلكترونية، وهي وسيلة للبيع متعارف عليها عالميا والتي تنمو بشكل متواصل. وأضاف بأنه على التعاونيات والجمعيات المغربية أن تستفيد من هذه الوسيلة الفعالة للتجارة، حيث تم في هذا الإطار إحداث فضاءين إلكترونيين متخصصين في عرض وبيع المنتوجات التضامنية، وعملية البيع عبرهما تتم بالدولار والأورو، بحيث يمكن لزبون، من خلال هذين الموقعين، أن يشتري منتوجات الجمعيات والتعاونيات المغربية من كل بقاع العالم ويصله المنتوج إلى بيته، يقول نجيب ميكو، الذي أضاف بأن الوسيلة الثانية لتصدير المنتوج نحو الخارج تعتمد على ربط الاتصالات مع زبناء كبار بالخارج من أجل أن يصل المنتوج إلى الدول الأجنبية. من جهة أخرى، أكد ميكو أن مجموعة "مغرب تسويق" لا تعتبر نفسها منافسا للخواص، بل هي مزود وممون لهم بالمنتوجات المجالية، لأن الخواص لا يمكنهم أن يقطعوا القرى والجبال من أجل جمع المنتوج، بحسب الكاتب العام لمجموعة "مغرب تسويق"، الذي أوضح أن المجموعة حاليا تقوم بترويج أكثر من 1600 منتوج تمثل مختلف ربوع المغرب، وقد مكنت تجربة "مغرب تسويق"، التي انطلقت قبل 10 أشهر، من الوصول إلى مدخول يومي يناهز 2 مليون سنتيم، أي ما يوازي 600 مليون سنتيم في السنة، وهي حصيلة منقطعة النظير، والتي ستتضاعف مرات ومرات خلال المستقبل القريب، يؤكد نجيب ميكو.