أطلقت فعاليات جمعوية نداء لإنقاذ حياة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أول أمس الأحد، خلال ندوة حول التطورات المأساوية لقضية المناضل الصحراوي المضرب عن الطعام منذ 20 ماي الماضي. وفي اتصال مباشر عبر البث الإلكتروني الحي بالصوت والصورة، خاطب مصطفى سلمى الحاضرين، من مكان اعتصامه قبالة مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وقال "أشكر جزيل الشكر إخواني في المغرب في إطار تضامنهم معي، انطلاقا من الجمعيات والمنابر الإعلامية، والأحزاب السياسية، وأثني عليهم لما يبذلونه من جهود نبيلة للتعريف بقضيتي والتآزر معي في هذه المحنة". وأضاف مصطفى سلمى "لا أعرف نوع الجريمة التي ارتكبتها لأبعد عن أهلي وأطرد خارج المخيمات، وأحرم من رؤية أولادي"، متسائلا "هل سبب هذا الإبعاد، الذي قارب ثلاث سنوات في منفى غير طبيعي، هو زيارتي لوالدي عام 2010، وإعلاني تأييد مشروع الحكم الذاتي؟". وجدد مصطفى سلمى تأكيده على أن دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام هو أحد الأشكال الاحتجاجية التي يخوضها لمطالبة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالاهتمام بقضيته، وإيجاد حل عاجل لمشكلته، وتمكينه من الالتقاء مجددا بأهله. من جهته، قال مولاي المهدي الزيني، رئيس رابطة الصحراويين المغاربة في أوروبا، في تدخله، إن قضية مصطفى سلمى انتقلت إلى مرحلة خطيرة، والسكوت فيها جريمة تتحمل مسؤوليتها المنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية، التي أظهرت، من خلال تأييدها لأمينتو حيدر وأمثالها، تحيزا غير منطقي، وسياسة الكيل بمكيالين. وأضاف الزيني أن مصطفى سلمى يقضي أيامه "بين الموت والحياة، بعد طرده من المخيمات بقرار من السلطات الجزائرية، التي تعتبر مسؤولة عن جريمة إقامة مخيمات القمع والاضطهاد في تندوف منذ قرابة أربعة عقود، وانطلاقا من قضية مصطفى سلمى، يتأكد فعلا للرأي العام أنها مخيمات للقمع والاضطهاد"، متسائلا "لماذا لم تحظ قضية مصطفى بالاهتمام المطلوب؟". من جهة أخرى، أوضح محمد الشيخ ولد سيدي مولود، رئيس لجنة العمل من أجل مساندة مصطفى سلمى، أن شقيقه المضرب عن الطعام منذ أربعين يوما، فقد حوالي 15 كيلوغراما، وكان يبدو من خلال الشاشة الإلكترونية عاجزا عن الكلام، إلا أنه مصر على نضاله من أجل بلوغ مطلبه المتمثل في اللقاء بأولاده. وقال محمد الشيخ إن "مصطفى لم يعد يراهن على حقه في التعبير وإبداء رأيه في نزاع سياسي عمر أربعة عقود وشرد آلاف الصحراويين، وإنما مطلبه اليوم إنساني وعائلي، ويحتاج إلى صرخة تهز الضمير النائم للمنظمات الحقوقية، التي تدعي اهتمامها بقضايا حقوق الإنسان". أما التهامي محب، رئيس المجلس البلدي لمدينة بنجرير، التي استضافت الندوة التضامنية مع مصطفى سلمى، فأكد دور الهيئات المنتخبة في المدينة ودعها لقضية هذا المناضل الصحراوي، في إطار العلاقات التاريخية وأواصر القرابة، التي تربط سكان منطقة الرحامنة بسكان الصحراء المغربية. وقال إن دور المجلس البلدي هو تسهيل مثل هذه اللقاءات، التي تصب في دعم الوحدة الترابية للمملكة، وتثبت وحدة المغاربة وراء قائدهم جلالة الملك محمد السادس. وفي كلمة رئيس المجلس الإقليمي للرحامنة، قال مصطفى الشرقاوي، إن "الفترة التي يمر منها مصطفى سلمى، بصفته حاملا لفكرة الحكم الذاتي، ونظرا للصمت المريب الذي تتعرض له قضيته، أصبح من الواجب المؤكد إطلاق صرخة في وجه كافة الجهات الصامتة، التي تراهن على قتله وقتل قضيته"، ودعا الشرقاوي إلى إطلاق حملة إعلامية وطنية جديرة بموقف مصطفى سلمى، مستنكرا الغياب الإعلامي الوطني والدولي في هذه القضية، كما دعا إلى توجيه رسائل إلى البعثات الدبلوماسية في المغرب، وإلى المنظمات الحقوقية، والأمم المتحدة، لتحويل اهتمامها إلى الجريمة التي ترتكبها البوليساريو والسلطات الجزائرية في حق هذا الصحراوي، الذي اختطفته وأفراد أسرته وعمره 11 سنة، لتعود بعد 30 سنة وتقمعه وتحرمه من أولاده ومن رأيه واختياراته. ونبه الشرقاوي إلى تنظيم قافلة تضامنية تجوب مدن المغرب وتصل طنجةبنواكشوط، تضامنا مع هذا الرجل.