تتميز الدورة 16 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة المزمع تنظيمها في الفترة مابين 22 و29 يونيو 2013، بمشاركة 15 دولة إفريقية هي السينغال، وساحل العاج، والطوغو، ونيجيريا، ومدغشقر، وجزر موريس، ووبوركينا فاسو، وأنغولا، وتنزانيا، والموزنبيق، والنيجر، وغينيا بساو، ومصر، وتونس، بالإضافة إلى المشاركة المغربية. مشاركة مغربية متميزة سيشارك المغرب في المسابقة الرسمية للمهرجان بأشرطة لم يسبق عرضها بالمغرب، وأخرى شاركت في سوق الأفلام بمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، وفازت في مهرجانات عالمية، ويتعلق الأمر بفيلم "خلف الأبواب المغلقة" لمحمد عهد بنسودة، الفائز أخيرا، بجائزة لجنة تحكيم مهرجان هيوستن الدولي. وتدور أحداث الشريط، التي صورت بين مراكش والدارالبيضاء، والرباط، بمشاركة العديد من الممثلين المغاربة، أمثال زينب عبيد، وكريم الدكالي، وعز العرب الكغاط، وعمر العزوزي، وعبد الله فركوس، وزبيدة عاكف، ونجاة خير الله، وأمال عيوش، وأحمد الساكية وآخرين، حول التحرش الجنسي، داخل الإدارات المغربية، من خلال شخصية "سميرة"، التي تعيش حياة هادئة رفقة زوجها "محسن"، لكن حياتها ستنقلب إلى جحيم، بعد تغيير رئيسها المباشر في العمل بآخر غير سوي، يحاول التحرش بها، مبرزا أنه تناول الموضوع بطريقة بعيدا عن الإثارة المجانية. وإلى جانب بنسودة، يشارك حميد الزوغي بفيلمه الجديد "بولنوار"، الذي يحكي حقبة تاريخية من تاريخ مدينة خريبكة. انفتاح مستمر على المزيد من الدول وافقرات في إطار انفتاح المهرجان الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي بشراكة مع المكتب الشريف للفوسقاط، وبتعاون مع العديد من الشركاء، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مختلف الدول الإفريقية، ستشارك لأول مرة بخريبكة جزر موريس ومدغشقر بأفلام جديدة تعبر عن قضايا الوطن والشباب. وستتخلل الدورة، بالإضافة للعروض السينمائية المشاركة في المسابقة الرسمية، برمجة مجموعة من الفقرات من شأنها تعميق البعد الثقافي الذي ميز مهرجان السينما الإفريقية، منذ نشأته سنة 1977، منها فقرة استرجاع للأعمال السينمائية المغربية التي حققت نجاحا مهما وصدى جماهيريا متميزا وأثارت نقاشا بين النقاد حول حمولات مضامينها، وتقنيات الكتابة السينمائية فيها. وستعرض هذه الأفلام في بعض الفضاءات والساحات العمومية، وبعض المؤسسات التربوية والاجتماعية. السينما المالية ضيف شرف 2013 ستحل دولة مالي ضيفة شرف الدورة 16 للمهرجان، ووقع اختيار مؤسسة المهرجان على هذا البلد الإفريقي، حسب بلاغ للمنظمين، لعدة اعتبارات، من أهمها المشاركة المبكرة للسينما المالية في مهرجان السينما الإفريقية، منذ الدورة الثانية بفيلم "الشغل" للمخرج سليمان سيسي، وخلال الدورة الثالثة بفيلم "درس النفايات" للمخرج الشيخ عمر سيسيكو، الذي سيحظى هذه السنة بحفل تكريم خاص. ورغم قلة الإنتاجات، التي تغطي كافة الأصناف، الروائية والوثائقية والتلفزيونية، وصل عدد مشاركات مالي في فعاليات مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة إلى 17 شريطا سينمائيا في عشر دورات، تمكن خلالها رائد السينما المالية سليمان سيسي من الفوز بأول جائزة في تاريخ المهرجان خلال الدورة الثالثة لسنة 1988 عن شريطه "يلين / النور"، فضلا عن حصول المخرج المالي عبدولاي اسكوفاري على الجائزة الثالثة، مناصفة مع الجزائر في الدورة السابعة (سنة 2000) عن فيلمه "فارو بحر الرمال". وشارك اسكوفاري في عضوية لجنة تحكيم الدورة الثامنة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2002، ليأتي بعده المسرحي المالي كابريال كوناتي كعضو لجنة التحكيم للدورة التاسعة سنة 2004. ومن المقرر ولأول مرة، منذ ميلاد هذه التظاهرة الثقافية الفنية سنة 1977، إدراج فقرة إضافية ضمن فقرات البرنامج العام للمهرجان تخص بالأساس بلد مالي المحتفى به. وفي إطار الإنتاج السينمائي المشترك "جنوب جنوب"، سبق لدولة مالي الحصول على أول دعم من المغرب سنة 1983 من خلال شريط "نايتو" للمخرج موسى دياكيتي، لتصل حصيلة الإنتاج المشترك إلى خمسة أشرطة سينمائية ما بين 1983 و2012. حضور قوي للإعلام الأوروإفريقي ستكون القنوات التلفزية الوطنية، بالإضافة إلى باقي المنابر الإعلامية السمعية والبصرية والمكتوبة بكافة حواملها، وطنية ومحلية حاضرة بقوة ومواكبة لمختف فعاليات هذه التظاهرة القارية التي تسعى مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية الجهة المنظمة إلى الرقي بها قاريا وكونيا. ويستضيف المهرجان، لأول مرة، قنوات إعلامية من خارج المغرب هي راديو وتلفزيون بوركينافاسو "RTB" ، وراديو وتلفزيون السنغال" RTS"، وقناة " فرانس 24 " التي تبث برامجها باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية ويغطي بثها كافة أرجاء العالم، وتخصص ضمن خارطة برامجها محاور إخبارية وثقافية، حول القارة الإفريقية والعالم العربي. وبذلك يراهن المنظمون على تثبيت دعائم الإشعاع الإعلامي للمهرجان بمساندة إعلامية دولية إضافية، ليصل خبر فعالياته للجميع.