هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حبيب الصايغ: في عالمنا العربي تطبع من أفضل الكتب 3000 نسخة وفي الغالب لا يتجاوز عدد النسخ 1500
رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الإماراتيين قال ل المغربية إن العواصم الثقافية التقليدية فقدت هيمنتها
نشر في الصحراء المغربية يوم 07 - 06 - 2013

عبر حبيب الصايغ، رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الإماراتيين، عن أمله في أن يهتم القراء في المغرب بالإبداع الإماراتي، وأشار إلى أن نظرية أن المراكز والهوامش لم تعد موجودة وبالتالي لم تعد للعواصم الثقافية التقليدية مثل القاهرة وبيروت وبغداد الهيمنة السابقة
وأكد أن إبداع الإمارات وإعلامها لن يدخرا جهدا في الوصول إلى القارئ المغربي. وتحدث أيضا عن الجهود المبذولة من قبل الاتحاد الذي يرأسه سواء تعلق الأمر بإصدار الكتب أو عقد لقاءات وندوات واحتضان التظاهرات الثقافية العربية.
وأقر الصايغ، في حوار أجرته معه "المغربية" في أبوظبي، بوجود أزمة قراءة في الوطن العربي، تساهم معارض الكتب في الحد منها، مشيرا إلى افتقاد ظاهرة المبدع الأدبي النجم نظير نزار قباني ومحمود درويش، مؤكدا أن أدونيس ليس نجما بهذا المعنى، لأن لديه قراء معينين.
وانتقد رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الإماراتيين ظاهرة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الإماراتيين، مشيرا في هذا الصدد إلى ما حدث في مؤتمر اتحاد الكتاب العرب عام 2009 في سرت الليبية، إذ عقدت ندوة كان موضوعها "الفن الروائي عند معمر القذافي" شارك فيها أدباء ونقاد عرب "كبار" سمحوا لأنفسهم بالمناقشة والتنظير، وفي ما يلي نص الحوار:
كيف ترون الثقافة والأدب في دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الراهن؟
في عهد سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وسيرا على نهج والده القائد المؤسس، الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تعد الثقافة جزءا أصيلا من التنمية الشاملة والمتوازنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمتوازنة هنا بمعنى أنها لا تترك شبرا إلا وتذهب إليه.
كان لدينا مفهوم المناطق النائية، أي المناطق التي لا يصل إليها الإعمار، ولا تصلها المدارس والصحة والخدمات الحكومية، هذا المصطلح ألغي تماما، لأنه لم تعد لدينا مناطق نائية، لأن مبادرات رئيس الدولة وصلت إلى كل مكان.
بالنسبة إلى الثقافة، امتدت بدورها عبر قوافل تذهب إلى كل المناطق، وعبر مراكز ثقافية تابعة لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وهي وزارة اتحادية تعنى بهذا الشأن إلى جانب مجالس ثقافية محلية وجمعيات نفع عام كاتحاد الكتاب، الذي أمثله وأتشرف برئاسة مجلس إدارته.
اتحاد كتاب الإمارات مؤسسة مستقلة تعمل تحت قانون الجمعيات ذات النفع العام في الدولة، وتضم جميع كتاب وأدباء دولة الإمارات، فالكاتب هنا لا يعني كاتب الأدب فقط، بل أيضا، الكاتب في السياسة والاجتماع والعلوم وغيرها.
حققنا الكثير، حتى بصفتنا دار نشر، أيضا، إذ نشرنا مطبوعات تفوق مائتي كتاب، ونصدر في اتحاد الكتاب أربع مجلات، إذ هناك "شؤون أدبية"، وهي فصلية تعنى بالجوانب الثقافية المتعددة، ولنا، أيضا، "بيت السرد" وهي مجلة فصلية، أيضا، تعنى بالقصة والرواية، ومجلة "دراسات" وتعنى بالدراسات في كل مجال، ومجلة "قاف" المتخصصة في الشعر.
يمكن القول إننا من اتحادات الكتاب العربية القليلة، التي لها هذا العدد من الإصدارات. ونقيم نشاطات في فروعنا الثلاثة، فرع في المقر الرئيسي في الشارقة، وفي رأس الخيمة، وفي أبوظبي، حيث لدينا هنا فرعان، الأول في المسرح الوطني، الذي أوجد فيه رفقتكم الآن، ولدينا فرع آخر في معسكر آل نهيان يعنى بالورشات وتدريب الطلاب.
وفعلنا هذا العام عضوية أطلقنا عليها اسم "العضوية الواعدة" عبر مذكرة تفاهم مع مجلس أبوظبي للتعليم، إذ نستقطب في كل عام حوالي مائة طالب من الموهوبين ونضمهم تدريجيا إلى اتحاد الكتاب عاما بعد عام.
الثقافة في الإمارات مقبلة على عهد مهم جدا، لدينا في أبوظبي متاحف في السعديات، من ضمنها اللوفر الفرنسي، وهناك متحف باسم الراحل الشيخ زايد سيختتم إنجازه سنة 2014، وستتحول السعديات إلى منطقة ثقافية.
وجرى الاحتفال قبل أسابيع بمرور أكثر من 250 عاما على انتقال حكم آل نهيان من منطقة ليوا في صحراء أبوظبي إلى العاصمة، حيث اكتشف ماء حلو في منطقة من المناطق وبني برج لحماية الماء، وبعد ذلك انتقل الحكم كله إلى حيث الماء، أنا أروي لك حكاية العاصمة التي تراها الآن.
طبعا أفق التقدم الثقافي قريب وواضح، وهناك برنامج تنفذه مؤسسات كثيرة، وهناك الآن تنسيق حقيقي بين المؤسسات الاتحادية والمحلية والمؤسسات المحلية في ما بينها، حيث تنعقد اجتماعات دورية، لأن في ذلك توفير للجهد والوقت والمال، إذ يمكن لندوة الثقافة والعلوم في دبي استضافة ضيف من الخارج، وبدل أن يسافر وتستضيفه من جديد مؤسسة ثقافية في أبوظبي يجري التنسيق لبرمجة الأنشطة الخاصة به في أوقات متقاربة، وهذا يوفر الكثير من الجهد والمال، أيضا، على مستوى الفرق، ففرقة مسرحية أو موسيقية تتكون من 60 عازفا لما تحضر إلى دبي يحدث التنسيق بين اتحاد كتاب الإمارات أو مركز سلطان بن زايد أو وزارة الثقافة وسلطان العويس، إذ تنظم للفرقة جولة عبر الدولة.
أبعد من ذلك يمكن أن يكون هناك ملتقى خليجي يستضيف فعالياته اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وتدعم مؤسسة سلطان العويس جزءا منه عبر التكفل بمصاريف غرف فندقية أو مأدبة عشاء، نحن بصدد قصة تكاملية هي في الحقيقة تنافسية، لكن تحت سقف التكامل، ومحبة للوطن.
هل يمكن القول إن التنافس محليا يتحول إلى تكامل حين يتعلق الأمر بتمثيل الإمارات وإعطاء صورة مشرقة عنها؟
هذا أكيد لأن الهدف هو التمثيل القوي للبلاد في الداخل والخارج، جميل أنك ذكرتني بهذا الأمر، فبخصوص المشاركة العربية مثلا نحن في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات نشطنا كثيرا عربيا، ترتب عن ذلك أنه في المؤتمر الأخير لاتحاد الكتاب العرب الخامس والعشرين في البحرين تقرر عقد المؤتمر السادس والعشرين عام 2015 هنا في أبوظبي والمغرب ساعدنا بكل صراحة، وترتب عن ذلك احتمال كبير في أن يجري نقل الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب من القاهرة إلى أبوظبي، لأنه في العام 2015 ستكون مرحلة الأستاذ محمد سلماوي، الأمين العام الحالي، انتهت وعادة يكون مقر الأمانة العامة في بلد الأمين العام، أي أن المقر متنقل، إذ ليس هناك نقطة في النظام الأساسي تنص على أن يكون المقر في القاهرة، الآن أبوظبي وما تمتلكه من فرص ثقافية مستقبلية حظيت بهذا الشرف.
المكتب الدائم للكتاب والأدباء العرب، أيضا، كان مقررا أن ينعقد في يونيو في بغداد، خصوصا أن بغداد هي عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لكن كثيرا من الإخوة الأعضاء رأوا تعذر إقامته في بغداد، ونحن كنا المرشحين لاستضافته في حال تعذر أن تستضيفه بغداد، وكان شرطنا ألا تكون المسألة مسيسة، لأن البعض يعتبرون أن العراق الآن تحت الاحتلال ونحن لا نقبل تبريرا من هذا النوع، أي يمكن أن نعتبر التعذر لأسباب أمنية، أي أننا نريد إبعاد اتحاد الكتاب العرب عن التسييس بشكل مباشر وكانت النتيجة قرار انعقاده في أبوظبي في الأسبوع الأول من يونيو الجاري بحضور 15 وفدا عربيا، إضافة إلى وفد الإمارات العربية المتحدة وكل وفد يرافقه شاعر، فضلا عن عشرة شعراء من دولة الإمارات العربية المتحدة لإحياء الأمسيات الشعرية، المصاحبة لندوة عن واقع وأفق الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مستغلين مناسبة مرور أكثر من 250 عاما على انتقال حكم آل نهيان إلى أبوظبي وأيضا مرور 42 عاما على قيام اتحاد الدولة، خصوصا أننا مقبلون في العام 2021 على استحقاق مهم، وهو مرور نصف قرن على انطلاق الدولة، نحن نخطو بثبات نحو ذلك العام الذي تطرح الحكومة بخصوصه فكرة أن تكون من أفضل خمس حكومات في العالم، وهي تحقق ذلك ونحن على المستوى الأهلي نحاول تحقيقه أيضا.
تشكل معارض الكتب فرصة مهمة، فكيف تستغلونها؟
نحن نهتم بكل معارض الكتب سواء داخل الوطن وخارجه، وفي معرضي أبوظبي والشارقة للكتب، وهما من المعارض الكبرى والمهمة على مستوى الوطن العربي، يشارك اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بجناح كبير ونحرص على أن نصدر في كل دورة كتبا جديدة، يعني أنها تكون صادرة خصيصا للمعرض ويتراوح عددها بين خمسة وسبعة إصدارات جديدة، لأننا نرغب في أن يكون حضورنا متميزا.
فخلال المعرض تقام حفلات توقيع الكتب، ويكون لنا نشاط مصاحب لها، أو ننظم نشاطا خاصا، مثلا في معرض رأس الخيمة، فعل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فكرة المقهى الثقافي. إن دورنا فاعل وتفاعلي في المجتمع، وأنا أعتقد أننا فاعلون حقيقيون، وأقول دائما إننا نمثل الوجه الثقافي الحقيقي للدولة، لأن المؤسسات الرسمية مع احترامنا لها تلعب دورا، لكن الدور الحقيقي هو لاتحاد الكتاب.
حين نتحدث عن الاهتمام بالثقافة والأدب تحضر اللغة باعتبارها عنصرا مهما وأساسيا، لكنها صارت في العصر الحالي مهددة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فما السبيل إلى حمايتها؟
لا نخفيكم أننا في الإمارات حين نلتقي بكم بصفتكم مثقفين وإعلاميين أعزاء نتحدث عن جوانب إيجابية، لكن لا نقول إننا منزهون عن الأخطاء، لدينا ملفات لم تكتمل ولدينا نواقص، أي لدينا إيجابيات وسلبيات، أيضا، ومن السلبيات الموجودة التركيبة السكانية المختلة، التي وعت بها الدولة منذ سنوات وتعمل من أجل تفادي تأثيرها السلبي.
في الكلمات الاستثنائية التي يلقيها صاحب السمو رئيس الدولة في الأيام الوطنية للإمارات لا تغفل هذا الجانب، إذ تجري الإشارة إلى التركيبة السكانية المختلة، فعدد السكان المواطنين أقل بكثير من اللازم، يعني أن الجاليات الآسيوية كثيرة، وأكيد أنك لاحظت هذا الأمر في الشارع، وهذا الأمر أثر على اللغة العربية، ولاحظت أن موضوع اللغة العربية ليس موضوعا محليا، بل هو موضوع عربي، لكن كل دولة تعاني بشكل مختلف، الجيل الصاعد في الإمارات يتحدث الإنجليزية أكثر ويمكن أن تكون اللغة الأجنبية مسيطرة لديكم في المغرب، إذ يتحدث الشباب الفرنسية أكثر. نحن لا نمانع أن يتحدث المواطن العربي بدل اللغة لغات، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب اللغة الأم.
هل هناك جهود لتجاوز هذا العائق؟
لدينا من بين الجمعيات الفاعلة في دولة الإمارات جمعيات حماية اللغة العربية، الاسم دال، طالما أن هناك حماية فهناك خطر، في اتحاد الكتاب نحرص على المشاركة في أي مؤتمر خاص باللغة العربية، سواء في الداخل أو الخارج، وخلال الندوات والنشاط الأسبوعي نشير إلى هذا الموضوع ونعقد ندوات تصدر توصيات تعالج الخلل نحن، أيضا، نعتقد أن على الدولة في الإمارات أن تتخذ قرارات عملية وقابلة للتطبيق بخصوص اللغة العربية، يعني هناك قناعة تامة بأن اللغة العربية في خطر ومهددة ويجب حمايتها وتقديمها إلى النشء بأسلوب جديد كما تقدم اللغات الحية في العالم.
نعتقد في اتحاد الكتاب، وإذا صح لي أن أمثل الجسم الإبداعي والأدبي في الإمارات، أن جهود الدولة العملية قابلة للزيادة، ونحن شركاء ومستعدون للمساعدة في أي وقت.
تحدثتم سابقا عن محاولات رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الإماراتيين، ألا تعتقدون أن هذا يؤثر على نسبة المقروئية، خصوصا في ظل تبادل الاتهامات بالولاء أو العمالة لجهات معينة؟
هذا موجود، وسأضرب لكم مثالا واضحا، تحدثت سابقا عن المؤتمر الخامس والعشرين لاتحاد الكتاب العرب في البحرين، وقبله كان المؤتمر في سرت الليبية عام 2009، ونظمت ندوة كان موضوعها "الفن الروائي عند معمر القذافي" هل هناك تسييس أكثر من هذا؟ وحين ترى أدباء ونقاد عرب كبار بين قوسين يشاركون في الندوة وينظرون... التسييس واقع لا يرتفع وسيظل، لكن يجب أن يقابله الوعي.
كيف ترون القراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
أيضا هناك أزمة في القراءة، ومعارض الكتب تسهم في محاربة هذه الأزمة، ومثلما تفضلتم فإن الوسائط الحديثة تؤثر، أيضا، وهناك من يؤكد أنه لا يقرأ الكتب ورقيا. أنا أعتقد أن أزمتنا حين نتحدث عن الورقي والإلكتروني عربيا هي قصة مفتعلة، لأن عمر الورقي لم يصل إلى ما أريد له، في الغرب مثلا تطبع ملايين النسخ من الكتاب، ويقرأ في المقهى، وعلى الرصيف، وفي القطار، وفي الطائرة، وفي كل مكان، وفي عالمنا العربي تطبع من أفضل الكتب 3000 نسخة وفي الغالب لا يتجاوز عدد النسخ 1500، هذا مؤسف لكنها الحقيقة.
هذا يعني أن الإنتاج الأدبي لا يوفر قوت اليوم الواحد
من وفروا القوت من إنتاجهم الأدبي في العالم العربي هم قلة، نظير نزار قباني، الذي استقال من الدبلوماسية وتفرغ للشعر، نحن هنا بصدد نجم، أذكر أنه لما كان يحضر إلى أبوظبي ويعقد أمسيات شعرية تقع حوادث مرور بسبب الازدحام.
كانت هناك ظاهرة ثانية هي ظاهرة محمود درويش، الذي كان بإمكانه سحب 20 ألف نسخة، الآن لا وجود لظواهر من هذا القبيل، حتى أدونيس ليس نجما بهذا المعنى، لأن لديه قراء معينين.
هناك أزمة قراءة أساسا وهذه الأزمة يحاول التعليم في الإمارات أن يتفاداها بتربية النشء على البحث منذ الصغر.
لكن ألا ترون أن هذا ليس مضمونا لأن التلاميذ يستنجدون بالأنترنت؟
أنا أعتقد أن مشاكل اللغة العربية والتعليم والبحث و... يجب أن تحل عربيا، من المشاكل التي تجثم على قلوبنا وعقولنا انتظار عقد قمم عربية، لماذا ننتظر مثلا قمة عربية حول الثقافة، أكيد أنها لن تنعقد لماذا لا تفصل عن السياسة؟ وتعالج بحرفية من التكنوقراط العرب.
طالما أنكم تحملون أكثر من قبعة، هل يمكن الحديث عن الإعلام في الإمارات العربية المتحدة؟
الإعلام في الإمارات متقدم على مؤسسات كثيرة، متقدم على المؤسسة التعليمية مثلا في تقديري، ولا يماثله في تقدمه إلا الاقتصاد، إعلامنا متقدم شكلا ومضمونا، والآن دخلنا مرحلة الإعلام الإلكتروني ولدينا صحف يومية هي من الأفضل عربيا، وفي موضوع الحريات هنالك حرية معقولة في حدود المسؤولية، والقوانين المنظمة لا بأس بها. هناك جيل جديد يلج إلى كليات الإعلام، لكن يتعامل معه، بعيدا عن القلم والورق وقد يفكر بالإنجليزي قبل العربي.
في المجمل أعتقد أن الإعلام الإماراتي بخير ويسير في درب التقدم من حين إلى آخر تساؤلات حول استمرارية الصحف الورقية، وهذا دون شك يطرح، أيضا، في المغرب وفي كل مكان، والصحف الورقية تهتم الآن بمواقعها الإلكترونية تحسبا لأي طارئ يمكن أن يحدث، وأنا أعتقد أنه لو أتيحت للمتخصص فرصة قراءة الإعلام الإماراتي سيجده جيدا، طبعا أيضا في الإعلام ملفات سلبية حتى نكون ذوي مصداقية لابد من الحديث عن السلبيات، أيضا.
في فترة من الفترات، وهذا مازال موجودا إلى الآن توجهنا نحو الخوصصة، ما أنتج غياب الإعلام الوطني بمعنى الذي يعطي للناحية التوعوية والأخلاقية مساحة أكثر من مساحة الربح، لأن هناك لهاثا نحو الربح، وهذه التجربة أحكم عليها دائما بالفشل، لأن هذه المؤسسات لم تحقق الربح، وانصرفت عن الإعلام الوطني، يعني أنها خسرت مرتين، الإعلام الوطني لا يتناقض مع الأرباح بطريقة حرفية صحيحة، هذه مشكلة أتمنى معالجتها.
في الختام، ما هي الرسالة التي ترغبون في بعثها إلى القارئ المغربي؟
أتمنى من قرائنا الأعزاء في المغرب أن يهتموا بما يكتب في الإمارات من إبداع وإعلامها، انطلاقا من نظرية أن المراكز والهوامش لم تعد موجودة الآن، كانت العواصم الثقافية هي القاهرة وبيروت وبغداد، وأعتقد أنك اطلعت خلال زيارة معرض الكتاب في أبوظبي على الكتب، ودور النشر، وهي أضعاف ما يوجد في معرض بيروت، القصة اختلفت تماما، وأتمنى من القراء في المغرب أن يقرأوا إبداعاتنا وسنعمل على الوصول إليهم.
وقعنا على هامش معرض الشارقة للكتاب مذكرة تفاهم مع اتحاد كتاب المغرب لتبادل الزيارات وتبادل طبع الكتب، وكان هناك أيضا مشروع على هامش مهرجان أصيلة في العام الماضي، بخصوص الأدب الإماراتي بأقلام مغربية، اتفقنا مع الأشقاء في اتحاد كتاب المغرب بأن يعمق هذا العمل ونطبعه من جديد. ستكون هناك أسابيع متبادلة وسوف نوصل كتبنا إلى المكتبات المغربية.
ونعمل أيضا على إنشاء موقع إلكتروني يشمل جميع الإنتاجات، يعني أنك حين تبحث عن اسم أي أديب إماراتي تجد كل كتبه في الموقع، ما يتيح للقارئ في المغرب الذي يهمنا جدا فرصة قراءة إبداعات الإمارات الأدبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.