باشر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بمراكش، صباح أول أمس الاثنين، تحقيقاته الأولية مع رجل أمن، يعمل بإحدى فرق الأبحاث بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، رفقة صديق له بعد مواجهتهما بالتهم المنسوبة إليهما وفقا لملتمسات وكيل الملك، قبل أن يتقرر وضعهما رهن الاعتقال الاحتياطي على ذمة التحقيق، وإيداعهما سجن بولمهارز. وحسب مصادر مطلعة، فإن شابين كانا يحتسيان الخمر بالشارع في منطقة تامنصورت بضواحي مراكش، فقذف أحدهما بقارورة خمر فارغة، وقعت فوق سيارة تعود ملكيتها لصديق رجل الأمن الموقوف، الذي كان يعاقر الخمر بدوره رفقة صديق له بجوارهما. وأضافت المصادر أن الحادث لم يكن مقصودا من طرف الشابين، وأدخل الطرفين في مواجهة، تطورت إلى تشابك بالأيادي، قبل أن يستدعي واحد من أصحاب السيارة رجل الأمن الذي كان بشقته، غير بعيد عن مكان الواقعة، ما جعل الأخير يضع الأصفاد في يدي الشابين، ويشرع في تعنيفهما قبل اقتيادهما إلى مقر الدرك الملكي بمنطقة تامنصورت. وأوضحت المصادر أن الشرطي كان يهدد الشابين بالزج بهما في السجن، فيما كان صديقاه يوجهان لهما اللكمات، مع السب والشتم، قبل أن يطلب أحد المصفدين فك قيده من أجل تدخين سيجارة، ليتمكن من الفرار، ويتوجه نحو حارس عمارة قرب مكان الواقعة، ويخبره بوقائع القضية، فأبدى استعداده للإدلاء بشهادته، بينما أكد صديق الشرطي لعناصر الأمن أنه تعرض لسرقة مبلغ 1500 درهم وهاتف محمول بالعنف من طرف الموقوف وصديقه الذي لاذ بالفرار، بمنطقة باب دكالة التابعة لنفوذ الدائرة الأمنية المذكورة. وحسب معلومات حصلت عليها "المغربية"، فإن صديق الشرطي تراجع عن شكايته، مؤكدا أن الشرطي هو من حثه على تلفيق تهمة السرقة بالعنف للشابين، ما جعل وكيل الملك يعطي تعليماته للشرطة القضائية بضرورة تعميق البحث في القضية والاستماع إلى جميع الأطراف، وتقديم المعنيين إلى النيابة العامة، مع تمتيع الشابين بالسراح المؤقت.