أحرزت القوات النظامية السورية تقدما ميدانيا خلال الأيام الأخيرة، وبعد تطويقها مدينة القصير وطرد أفراد المعارضة المسلحة منها، أمس الأحد، سقط 28 مقاتلا من المعارضة السورية في معركة في ريف حمص الشمالي، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأحد. فرقة تابعة للجيش النظامي تجوب شوارع القصير (خاص) قال المرصد في بريد الكتروني "استشهد 28 عنصرا من الكتائب المقاتلة أمس إثر كمين واشتباكات مع القوات النظامية في بساتين قرية كفرنان، التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية والواقعة بريف حمص الشمالي وبين الشهداء اثنان من قادة الكتائب المقاتلة". وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس أن قرية كفرنان الواقعة بين مدينة تلبيسة، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ومنطقة الحولة، التي يوجد في أجزاء كبيرة منها أيضا المعارضون، "محاصرة منذ فترة من الكتائب المقاتلة، التي حاولت مساء أمس التقدم نحوها". وأضاف "إلا أن المقاتلين تعرضوا لكمائن من جانب قوات النظام تسببت بمقتل ما لا يقل عن 28 منهم". كما أشار المرصد إلى هجوم نفذه مقاتلو المعارضة على حاجز الملوك التابع للقوات النظامية عند طرف مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي أيضا، ما تسبب بمقتل ستة عناصر من الحاجز على الأقل. إلا أن المقاتلين لم يتمكنوا من السيطرة على الحاجز، وتحاصر قوات النظام تلبيسة منذ أكثر من سنة. ورجح عبد الرحمن أن يكون مقاتلو المعارضة يحاولون عبر "فتح هذه المعارك في ريف حمص الشمالي تخفيف الضغط على مدينة القصير الواقعة في ريف حمص الجنوبي". وأشار المرصد إلى استمرار النظام في استقدام تعزيزات إلى القصير، حيث تستمر المعارك بين الجيش السوري وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة المتحصنين، خصوصا في الجزء الشمالي من المدينة. ونفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في مدينة القصير وأطراف بلدة الضبعة المجاورة ترافق مع قصف من القوات النظامية ومقاتلي حزب الله على المدينة، بحسب المرصد. من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المتقاتلين في القصير بوسط سوريا إلى تحييد المدنيين وإفساح المجال أمامهم لمغادرة المدينة، وفق ما أعلن السبت المتحدث باسمه مارتن نيسيركي. وقال نيسيركي إن بان "يحض جميع الإطراف على بذل أقصى جهدها لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين"، مذكرا الحكومة السورية ب"مسؤوليتها عن حماية المدنيين، الذين تحت سلطتها على ان يشمل ذلك تهديد الميليشيات". وطلب الأمين العام "من المتقاتلين ترك المدنيين المحاصرين يغادرون المدينة"، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن آلاف المدنيين ما يزالون في مدينة القصير بينهم نحو ألف جريح، لافتا إلى أن الوضع الصحي والطبي "سيء جدا". وتتعرض القصير في محافظة حمص لهجوم يشنه الجيش النظامي السوري يسانده مقاتلو حزب الله اللبناني، منذ 19 ماي. وفيما تحاول الدول الكبرى تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا، ذكر بأن "جميع أطراف النزاع بأن العالم يراقبها وبأنها ستتحمل مسؤولية أي عمل وحشي يرتكب بحق المدنيين في القصير"، وفق بيان الأممالمتحدة. من جهة أخرى، أدت عملية تخريبية بواسطة سيارة مفخخة قرب قسم للشرطة في دمشق إلى مقتل ثمانية أشخاص. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد لوكالة فرانس برس "قتل ثمانية عناصر على الأقل من قوات النظام، وأصيب مدنيون إثر انفجار قوي ناجم عن سيارة مفخخة في حي جوبر" في دمشق.