ردًا على سؤال بشان احتمال استخدام دمشق اسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، اجاب وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي انه "اذا ما تحققت هذه الفرضية (...) سيكون ذلك نهاية كل شيء". واضاف "اذا ما قام اي بلد، بما في ذلك ايران، باستخدام اسلحة دمار شامل، ستكون نهاية صلاحية، شرعية (...) هذه الحكومة". وشدد صالحي خلال مشاركته في حلقة حوار نظمها مجلس العلاقات الخارجية الاميركي للدراسات على ان "اسلحة الدمار الشامل، كما سبق وقلنا، ضد الانسانية، انه امر لا يمكن القبول به بتاتا". وذكر صالحي بان القوات الايرانية كانت ضحية هجمات بأسلحة كيميائية من جانب القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين (1980-1988). وحذر عدد من المسؤولين الغربيين دمشق من محاولة استخدام ترسانتها من الاسلحة الكيميائية ضد المعارضة او من خطر وصول هذه الاسلحة الى مجموعات متشددة. واقرت دمشق للمرة الاولى نهاية تموز/يوليو بامتلاكها اسلحة كيميائية، وهددت باستخدامها في حال حصول تدخل عسكري غربي، لكن ليس ضد شعبها. ووصفت واشنطن حينها هذا الاحتمال بانه "خط احمر". 11 قتيلاً في سوريا فجر الثلاثاء والاشتباكات تتواصل في حلب الى ذلك، قتل 11 شخصًا على الاقل في سوريا فجر الثلاثاء في قصف وهجمات، ولا سيما في ريف دمشق، في حين تواصلت في حلب، كبرى مدن شمال البلاد، الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة سقط فيها "شهيدان اثر القصف الذي تعرضت له فجر اليوم (الثلاثاء)، كما قتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين في مبنى البرج الطبي في دوما اثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة". واضاف المرصد ان مدينة الزبداني في المحافظة نفسها "تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ اشهر". واكد ان القصف شمل ايضا بلدات اخرى في ريف العاصمة، واسفر عن سقوط العديد من الجرحى، من دون ان يحدد عددهم. واوضح ان القصف استهدف خصوصا، اضافة الى مدينة دوما، بلدتي سقبا وحوش عرب، كما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة في ريف دمشق، ووردت انباء عن اصابات في صفوف المدنيين. كذلك "تعرضت بلدة ببيلا لقصف من قبل القوات النظامية ادى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما قامت القوات النظامية المتمركزة في مدينة معضمية الشام باطلاق النار عشوائيا، مما ادى الى اصابات في صفوف المدنيين". في العاصمة "دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في احياء القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف ادى إلى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل"، بحسب المرصد. وفي حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد "تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في اطراف حيي العرقوب وسليمان الحلبي كما تتعرض احياء الشيخ خضر والصاخور والشيخ فارس للقضف من قبل القوات النظامية السورية"، كما اضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد في اخباره على شبكة ناشطين في سوريا. واكد المرصد "سقوط عدد من الجرحى في قصف عنيف من قبل القوات النظامية على حي مساكن هنانو". وفي محافظة حمص (وسط) "تعرضت مدن وبلدات تلبيسة وحوش حجو وابل لقصف من قبل القوات النظامية ادى إلى سقوط عدد من الجرحى"، كما "تعرضت قرية السعن في ريف حمص لقصف من قبل القوات النظامية ادى إلى سقوط عدد من الجرحى". وتابع المرصد انه في جنوب البلاد في محافظة درعا تعرّضت بلدات محجة حوران وتسيل والغارية الغربية وام الميادن وجلبين ومنطقة وادي اليرموك "لقصف عنيف من قبل القوات النظامية"، مشيرا الى ان القصف اسفر عن قتيل واحد على الاقل وعدد من الجرحى. وفي محافظة دير الزور (شرق) "تعرض حي المطار لقصف من قبل القوات النظامية ادى إلى سقوط عدد من الجرحى" وكذلك "تعرض حي العمال والحميدية لقصف من قبل القوات النظامية ادى إلى سقوط جرحى". اما في ريف دير الزور فقد تعرضت مدينة موحسن لقصف من قبل القوات النظامية. وفي محافظة ادلب (شمال غرب) "تعرضت مدينة معرة النعمان لقصف من قبل القوات النظامية ادى إلى سقوط عدد من الجرحى كما استشهد رجل من قرية معراتا نتيجة القصف الذي تعرضت له القرية ورجل اخر من قرية معرشمارين استشهد نتيجة القصف الذي تعرضت له قرية الدير الشرقي". وبذلك يكون عدد الضحايا الذين سقطوا في اولى ساعات الصباح الثلاثاء بلغ 11 قتيلا، بحسب المرصد. بان للنظام: إرحم شعبك من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين النظام السوري الى "الرأفة بشعبه"، وذلك خلال استقباله المعلم في نيويورك. وندد بان امام المعلم "باشد العبارات" باستمرار اعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان في سوريا وكذلك القصف "الذي تقوم به الحكومة"، وفق المتحدث باسمه مارتن نيسيركي. واوضح المتحدث ان بان والمعلم بحثا "الازمة الانسانية المتعاظمة في سوريا (والتي) تمتد في شكل مقلق الى الدول المجاورة". ولاحقا، حذر بان كي مون مرة جديدة النظام السوري من استخدام اسلحته الكيميائية، معتبرا ان هذا الامر في حال حصوله قد تكون له "تداعيات وخيمة". وفي ليما، اعتبر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في كلمة القاها امام القمة الثالثة لدول اميركا اللاتينية والجامعة العربية ان سوريا تعاني "ازمة خانقة" معربا عن الاسف لغياب اي حل يضع حدا "للنزف" الذي يشهده هذا البلد. وافاد مراسل فرانس برس مساء الاثنين نقلا عن مصدر عسكري ان مقاتلين معارضين "يحاولون التسلل الى الجامع الاموي"، الواقع بين الاسواق التاريخية للمدينة وساحة السبع بحرات حيث تتواجد غالبية المراكز الحكومية. وقال عبد القادر صالح، قائد لواء التوحيد، وهو الابرز بين المجموعات المعارضة المسلحة في حلب، ان القوات النظامية "حولت المسجد ثكنة عسكرية".