تم بمناسبة انعقاد الجمع العام السنوي للبنك الإفريقي للتنمية المنعقد حاليا في مراكش٬ إصدار النسخة الثالثة للمجلة السنوية للبنك لسنة 2013 حول فعالية التنمية٬ تحت شعار "نحو نمو مستدام في إفريقيا". وتناول هذا العدد٬ الذي اتخذ من التنمية المستدامة موضوعه الرئيسي٬ التقدم الذي تحرزه إفريقيا لإرساء النمو القوي، الذي تحققه حاليا على قواعد مستدامة٬ ومساهمة البنك في هذا التحول. وكانت المجلة عالجت السنة الماضية موضوع التنمية الشاملة، وخلصت إلى أن جودة التنمية الاقتصادية يمكن أن تكتسي الأهمية ذاتها بالنسبة لوتيرة النمو لإحداث مناصب أكبر للشغل وفرص اقتصادية تسهم في تخليص عدد أكبر من الأفارقة من الفقر. وأوضحت المجلة في نسختها الحالية أن البنك بحث البعد الكمي للتنمية المتعلق بالاستدامة٬ ودرس التحولات الهيكلية الضرورية لجعل إفريقيا تنخرط في درب التنمية المستدامة٬ مضيفة أن اختيار هذا الموضوع يرجع، أيضا، إلى تزايد الطلب العالمي على الموارد الطبيعية الإفريقية الذي شكل محركا للتنمية الاقتصادية، خلال العقد الأخير٬ وهو ما يؤكد ضرورة توجيه العائدات نحو الاستثمارات التي تؤسس لتنمية مستدامة بالنسبة للمستقبل. وحسب الرئيس المدير العام للبنك دونالد كابيروكا٬ فإن البنك أضحى مقتنعا بقدرة إفريقيا على المرور مباشرة إلى التكنولوجيات الحديثة٬ وأن تصبح رائدة في التنمية المستدامة على الصعيد العالمي. وجدد كابيروكا في هذا العدد، التأكيد على عزم البنك "مواصلة دعم ومواكبة هذا التحول عبر استثمارات ذكية٬ ونصائح وجيهة٬ ومقاربات مبتكرة". ويهتم الجزء الأول من العدد بالتقدم التنموي، الذي أحرزته إفريقيا، أخيرا، والتحديات التي تفرض نفسها٬ عبر تسعة قطاعات. كما يدرس العوامل التي تكمن وراء المعدلات المرتفعة للتنمية الاقتصادية للقارة الإفريقية٬ والتقدم المحرز لتطوير مناخ الأعمال وتقليص العجز في مجال البنيات التحتية. أما الجزء الثاني، فيتطرق للإنجازات المدعومة لعمليات البنك ويقدم نماذج لعملياته الجارية٬ مبرزا مساهماته في التحول الذي تشهده إفريقيا٬ فيما يبحث الجزء الثالث وضعية مقدرات البنك وبعض وسائل التدبير الرامية إلى ضمان جودة عملياته. ويتناول الجزء الرابع فعالية البنك كمنظمة٬ ويقدم بعض المبادرات التي اتخذها، خلال السنوات الأخيرة لضمان تطور قدراته. ولتقييم أدائه الشمولي٬ يستعمل البنك إطارا لقياس النتائج يتضمن 120 مؤشرا للأداء من أربعة مستويات.(و م ع)