حاصرت قوات من نخبة الجيش السوري مدعومة من مقاتلين من حزب الله، أول أمس الأربعاء، مسلحي المعارضة السورية المتحصنين في شمال القصير، المدينة الاستراتيجية في وسط سوريا وسط نقاش قي مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. اعتقال عدد من المقاتلين السوريين المسلحين في القصير (خاص) اعتبرت روسيا أن رفع الاتحاد الأوروبي الحظر على تسليم السلاح للمعارضة السورية، يشكل "عقبة جدية" أمام عقد المؤتمر الدولي للسلام في سوريا جنيف-2، الذي تعد له واشنطن وموسكو، في حين يسعى حلفاء المعارضة المجتمعة، منذ عدة أيام في اسطنبول لمساعدتها في تجاوز مأزقها. وماتزال المعارضة السورية المجتمعة في اسطنبول تشترط رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وقادته العسكريين للمشاركة في مؤتمر دولي للسلام في سوريا، بحسب مشروع إعلان لائتلاف المعارضة وصلت نسخة منه الأربعاء لوكالة فرانس برس. ومايزال البيان موضع نقاش، مساء أول أمس الأربعاء، داخل الائتلاف وسط ضغوط غربية وعربية، بعد سبعة أيام من المفاوضات في اسطنبول. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم كرر مساء الأربعاء أن الرئيس بشار الأسد باق في منصبه حتى انتهاء ولايته الحالية في العام 2014، وأن قرار ترشحه إلى الانتخابات في حينه رهن رغبة الشعب السوري بذلك، في حوار تلفزيوني مع قناة فضائية تتخذ من بيروت مقرا لها. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس إن القوات النظامية سيطرت على مطار الضبعة العسكري شمال مدينة القصير الاستراتيجية، الذي يعد معقلا أساسيا لمقاتلي المعارضة لا سيما منهم المتحصنين في شمال المدينة. وقال المصدر إن "الجيش السوري سيطر على مطار الضبعة بعد عملية عسكرية بدأت صباح اليوم عبر ثلاثة محاور رئيسية من الغرب والشمال والجنوب الغربي"، ما أسفر عن "تحرير المطار وسقوط عشرات القتلى من المسلحين المتمركزين داخله". وأضاف المصدر أن جثث العديد من هؤلاء "ما تزال موجودة في المكان، كما تم أسر العديد منهم، عدا عن الذين قاموا بتسليم أنفسهم". ويشكل المطار الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في أبريل الماضي، المنفذ الأساسي للمقاتلين المتحصنين في شمال مدينة القصير، التي اقتحمتها القوات النظامية وحزب الله من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل نحو عشرة أيام. وعرضت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني صورا مباشرة قالت إنها من داخل المطار، وظهر فيها عدد من ضباط القوات السورية وجنود على دباباتهم. وأوضح ضابط ميداني لمراسل القناة أن القوات النظامية شنت في الصباح عملية عسكرية استمرت خمس ساعات لاستعادة المطار بالكامل، مشيرا إلى أن هذه القوات ستواصل محاولة السيطرة على القرى المحيطة بالمطار. وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال في اتصال إن "تعزيزات من حزب الله وقوات المهام الخاصة في الحرس الجمهوري السوري أرسلت إلى القصير"، موضحا أن هذه القوات، كما عناصر الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مدربة على خوض حرب الشوارع. وأشار إلى أن "الاستعدادات تظهر أنهم يحضرون عملية على نطاق واسع"، مؤكدا أنه "رغم القوة النارية (للقوات النظامية وحزب الله)، يبدي المقاتلون مقاومة شرسة". وتعد القصير نقطة استراتيجية وسط سوريا لكونها صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، واحد آخر معاقل المعارضين في حمص، وعلى مقربة من الحدود اللبنانية. ورأى عبد الرحمن أنه "في حال سقوط القصير في يد النظام، فهذا سيشكل ضربة قاسية للمقاتلين المعارضين، لأن الحدود اللبنانية، التي يستخدمونها لتمرير السلاح، ستصبح مغلقة في وجههم". في شمال دمشق، أفاد مصدر عسكري سوري أن القوات النظامية تشن منذ الثلاثاء حملة واسعة في حي برزة، في محاولة لإخراج مقاتلي المعارضة منه.