يعيش الفنان المسرحي المراكشي مصطفى تاه تاه ظروفا صعبة، بسبب الإهمال وقلة ذات اليد، بعدما لفظته مدينة مراكش منذ أزيد من ثماني سنوات ليحط الرحال مكرها بالجماعة القروية تمصلوحت، بإقليم الحوز بضواحي مراكش، في شبه منزل يفتقر لأبسط شروط العيش الكريم صحبة أسرته الصغيرة، لعدم قدرته على اقتناء مسكن بمراكش، رغم حصوله على نصيبه من إرث عائلي. وينتظر الفنان المراكشي، أحد رواد المسرح الاحترافي، التفاتة من المسؤولين بجهة مراكش، والعاملين بوزارة الثقافة، والمهتمين بالشأن المسرحي، في محاولة للرفع من معنوياته، ومساعدته للتغلب على مصاريف الحياة اليومية. ولد تاه تاه سنة 1950 بالمدينة العتيقة لمراكش، وتربطه بحي القصبة، الذي قضى به حوالي 20 سنة، ذكريات لها علاقة بالفنون والفرجة والمسرح، وشارك، إلى جانب فرقة الصديقي في العديد من الأعمال المسرحية، التي دخلت ريبرتوار المسرح المغربي والعربي، أبرزها "بديع الزمان الهمداني"، علاوة على مشاركته في فيلم "الجامع" لمخرجه داوود أولاد السيد، والجزء الثاني من فيلم "في انتظار بازوليني"، الذي لعب فيه دور "لفقيه". وشارك في مجموعة من المهرجانات الدولية، ولقي تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور، إلى جانب مشاركته بدور رئيسي في المسلسل المغربي عن كتاب "الشفا" للقاضي عياض، من تأليف وإخراج هجر الجندي، والإدارة الفنية، والإنتاج لأنور الجندي. يقول مصطفى تاه تاه، الذي جرى تكريمه من طرف الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح، في الدورة السابعة من المهرجان الدولي للمسرح، في تصريح ل"المغربية" بنبرة حزينة، إن "البعض يقول إنني اخترت ضواحي مدينة مراكش بحثا عن الهواء النقي، والراحة والهدوء، لكن الحقيقة أن هذا الاختيار كان بسبب الحاجة، وقلة ذات اليد، والفقر الذي دفعني للاستقرار بضواحي المدينة". ومازال الفنان المسرحي، الذي قضى أزيد من أربعين سنة في المسرح الاحترافي مع رواد المسرح بالمغرب، يتذكر بعض اللحظات التي كان يقضيها رفقة أصدقائه طوال الليالي بدرب من الدروب المكونة لحي القصبة، لسرد الحكايات والقصص الشعبية المتواترة، إذ يستمد كل واحد منهم قصصه عن طريق الرواية الشفهية، ويبدع أحيانا في نسجها من خيال مدهش، مؤسسا خطابا عجائبيا، محاولة منه شد انتباه أصدقائه، مؤكدا أن المسرح لعب أثناء الاستعمار بحي القصبة دورا أساسيا في استنهاض الهمم، والتعريف بالقضية الوطنية.