يتوفر إقليم طاطا على رصيد مهم من المؤهلات السياحية الطبيعية منها والبشرية٬ الحديثة والأركيولوجية٬ التي تستدعي المزيد من الرعاية والاهتمام٬ حتى يتحول الإقليم إلى وجهة سياحية تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. تزخر طاطا بتراث ثقافي وفني متنوعين ومآثر تاريخية تعكس عمق تاريخ المغرب الأصيل، وصناعة تقليدية محلية فريدة، ونشاط يومي لسكان يعيشون حياتهم اليومية في فضاء سياحي طبيعي. وتمتاز هذه المؤهلات بالتناغم والتكامل والتوزيع المتوازن على كافة تراب الإقليم، ويمكنها أن تلعب دورا مهما في خلق فرص حقيقية لتنمية سياحية إيكولوجية وأركيولوجية. ورغم طقسه الحار وطبيعته الوعرة٬ يضم إقليم طاطا العديد من الواحات والجبال الشامخة التي يمكن استغلالها في إنعاش السياحة الواحاتية والمغامراتية والقروية والتضامنية وفي مجال الصناعة السينمائية. وأوضح بوجمعة تاضومانت مهتم بتراث المنطقة أن بلدية أقا (60 كلم عن طاطا) تتوفر على الموقع الأركيولوجي لتونزوين٬ الذي يعتبر من بين أهم المواقع في شمال إفريقيا الغني بالتراث الثقافي المتمثل في النقوش الصخرية والأدوات الحجرية، التي تبين الحقب التاريخية وعبقرية الإنسان الحجري٬ مضيفا أن هذا الموقع الذي يتوافد عليه العديد من السياح والخبراء يمكن تثمينه ليلعب دورا أساسيا في إنعاش السياحة وخلق فرص الشغل لأبناء المنطقة. واعتبر بوجمعة٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ "واد المالح"، الموجود بجماعة تسينت من بين أهم الأودية بالإقليم ويتميز بجريان مياهه المالحة، طيلة السنة وبتدفق شلال "العتيق" الذي يضفي على المكان رونقا وجمالا٬ مؤكدا أنه إذا ما تم استغلال هذا الفضاء بشكل أفضل وبناء مسبح طبيعي وأحواض لتربية السمك سيمكن من استقطاب المزيد من السياح للمنطقة. وتزخر جماعة تزغت بحامة معدنية يحج إليها سكان الإقليم للاستجمام والتداوي من بعض الأمراض الجلدية٬ التي يمكن تهيئتها بطرق ومواصفات عصرية لجلب المزيد من الزوار والرفع من الموارد الذاتية للجماعة وللساكنة. من جهته٬ أوضح المندوب الإقليمي للسياحة بطاطا الخلوفي المنة أنه من أجل النهوض بالقطاع، فإن إقليم طاطا انخرط في استراتيجية رؤية 2020 للسياحة٬ واعتمدت المخططات الجماعية السياحة كمحور أساسي للتنمية٬ وتم تنفيذ برامج لتنمية الواحات وتطوير الصناعة التقليدية، بالإضافة إلى الدور الفعال للمجلس الجهوي للسياحة الذي يقوم بتوفير تغطية إشهارية للمواقع والمدارات السياحية الموجودة بالإقليم. وقال إن البنيات التحتية السياحية تتعزز في المراكز الحضرية والقروية بوتيرة متصاعدة٬ مشيرا في هذا الصدد إلى أن إقليم طاطا يضم 11 وحدة إيوائية مصنفة بطاقة استيعابية تفوق 400 سرير وست وحدات إيوائية غير مصنفة بطاقة استيعابية تصل إلى 230 سريرا ومخيمين سياحيين. وأشار إلى أنه ورغم هذه المؤهلات، فإن الإقليم يواجه مجموعة من الإكراهات المتمثلة في ضعف البنيات التحتية السياحية والعزلة الجغرافية وحالة الطرق المتردية وبعد المسافة عن الأقطاب السياحية المجاورة. وقال إن إقليم طاطا يفتقر إلى استراتيجية سياحية مشتركة مع مهنيي أكادير للانفتاح الحقيقي على الإقليم وعلى مسارات سياحية قابلة للاستغلال وتواضع الإشهار السياحي، خصوصا السياحة الواحاتية، والمشاكل العقارية المعقدة وانعدام خارطة طريق لاستقطاب الصناعة السينمائية وغياب نشاط رياضي كبير (لحاق رياضي) وانعدام مهرجانات ثقافية احترافية. وقال إن الآفاق المستقبلية لتفعيل دور السياحة كرافد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية تستدعي رفع الطاقة الإيوائية، من خلال انجاز مشاريع مبرمجة، ضمن رؤية 2020 السياحية وتصنيف المؤسسات السياحية غير المصنفة ومواكبة الاستثمار السياحي وانجاز مسارات سياحية انطلاقا من نقط التماس مع حدود ورزازاتوأكادير وإصلاح الطريق الوطنية رقم 12 وإعدادا برنامج عمل لاستقطاب الصناعة السينمائية وإحياء منتزه اريقي. وأبرز أنه من أجل النهوض بالقطاع السياحي يستوجب إحداث متاحف إثنوغرافية وأركيولوجية وتجهيز المدارات السياحية الواحاتية وإطلاق حملة اشهارية خاصة بها، بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات ثقافية ورياضية احترافية، وكذا تفعيل دور المجتمع المدني في المجال السياحي وخاصة المجال البيئي والسياحة التضامنية. وتبقى المؤهلات السياحية المتنوعة والغنية التي يتميز بها إقليم طاطا والتي تجمع بين المآثر التاريخية والواحات والجبال والتراث الفني الأمازيغي والصحراوي٬ مجالا خصبا للاستثمار لتشكل رافعة أساسية لتقوية الحركة السياحية والاقتصادية بالمنطقة. (و م ع)