تحتضن مدينة الدارالبيضاء الدورة التاسعة لمهرجان أصالة فن العيطة، الذي تنظمه جمعية بوشعيب زليكة الثقافية لأصالة فن العيطة، يومي 22 و23 ماي الجاري بساحة كراج علال، احتفالا بالذكرى العاشرة لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن. كشفت نعيمة زليكة، رئيسة الجمعية المنظمة، أن الدورة التاسعة، التي تنظم تحت إشراف مجلس مدينة الدارالبيضاء الكبرى، وبدعم من وزارة الثقافة ومقاطعة مرس السلطان، ستركز على نجوم مدرسة زليكة للعيطة، رغبة منها في تشجيع خريجي المدرسة، مشيرة إلى أنه في السنوات السابقة، استضاف المهرجان فنانين اهتموا بفن العيطة، ولهم تاريخ طويل في هذا اللون الغنائي، منهم المطرب الشعبي عبد الله البيضاوي وخديجة مركوم. وقالت زليكة، في تصريح ل "المغربية"، "فضلت في هذه الدورة أن يحيي حفلات المهرجان شباب خريجي مدرسة زليكة لفن العيطة، لأنني أرغب في منحهم فرصة معانقة الجمهور بشكل مباشر، إضافة إلى أن لديهم طاقات متميزة في مجال غناء العيطة. وتشكل هذه الأفواج المتخرجة من المدرسة استمرارا لفن العيطة، فيجب فتح الآفاق أمامهم، من خلال مشاركتهم في مهرجان عنوانه فن العيطة". وأكدت أن مهرجان فن العيطة يسعى في كل دورة إلى إثبات أهمية هذا اللون الغنائي، الذي مازال يحتفظ بلمعانه وبجمهوره، رغم الموجات الغنائية التي تسود الساحة الغنائية المغربية. وقالت إن الجيل الجديد من الشباب يهتم بهذا الفن، لأن عدد المتفرجين الذين يحضرون المهرجان في تزايد، سنة تلو أخرى، ما يدل على أن لكل لون غنائي جمهوره. وفي السياق نفسه، أوضحت رئيسة الجمعية أن الجمهور البيضاوي وفي لهذه التظاهرة، التي تشهد في كل دورة إقبالا كبيرا، لأنه يشتاق إلى التراث الشعبي ويحن إلى فترة ستينيات القرن الماضي، حيث ازدهر فن العيطة برواده، الذين ناضلوا من أجل إبقائه في الساحة الغنائية المغربية. وأوضحت نعيمة زليكة أن غيرتها على هذا اللون الغنائي دفعتها لتنظيم مهرجان يشارك فيه رواد أغنية العيطة، حتى لا يضيع هذا الصنف الغنائي، مشيرة إلى أنه رغم ظهور موجات عديدة من الغناء في الساحة المغربية، إلا أن فن العيطة يظل حاضرا بشكل قوي في الساحة الغنائية المغربية، كما يشارك في الكثير من المهرجانات الوطنية. في سياق آخر، شاركت جمعية بوشعيب زليكة الثقافية لأصالة فن العيطة، في عدة أنشطة فنية، أبرزها سهرة فنية أحيتها الأسبوع الماضي، في إطار البرنامج الوطني لتنشيط المركبات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، إذ نظمت مديرية الفنون والمدرسة الجهوية للثقافة حفلا فنيا أحيته نجوم زليكة بالمركب الثقافي كمال الزبدي، موضحة أن الحفل ترك طابعا خاصا لدى الجمهور. كما شاركت الجمعية أيضا في إحياء حفل فني بمناسبة عيد المرأة. ويبقى مهرجان فن العيطة من التظاهرات الفنية السنوية، التي تحتفظ بجمهورها لأن العيطة، حسب نعيمة زليكة، ظل حاضرا بقوة في الوقت الراهن، لأنه جزء من التراث المغربي، وهو بمثابة لغة الأجداد وثقافتهم، التي يجب الحفاظ عليها والاعتزاز بها.